04-07-2020 03:59 PM
بقلم : د. رياض خليف الشديفات
بالرغم من الجدلية الدائرة في مجتمعنا حول الكأس هل ننظر إلى الجزء الفارغ منه أم ننظر إلى الجزء المملوء منه ؟ وقد أعتدت في القضايا العامة أن أنظر إلى الجزء المملوء من الكأس إلا أنني في هذا المقال أنزع في نظرتي إلى الجزء الفارغ منه ، فغالبية الكأس أصبحت فارغة ، والنقاط المضيئة تكاد تختفي تماماً ، وعوامل التبخر تطال ما تبقى من مساحة ضيقة لشدة عمليات التبخر والفساد واللهط .
وتضيق مساحة الأمل في غالب القضايا الحيوية ، و ما تراه في مواقع التواصل الاجتماعي من نقد صريح للأوضاع العامة للناس في المجتمع يثبت ذلك ...فقلما تجد من يدافع عن السياسات الحكومية ، وقلما تجد من يبرر صمت المجالس البرلمانية ، وقلما تجد من يبرر الاستثناءات الحكومية في التعيينات والتنفعيات ، وقلما تجد من يؤمن بفعالية الانتخاب ، وقلما ...وقلما ... وقلما .... وكلها من الكأس الفارغ الذي طلما حلم الناس في النصف المملوء منه في وطن كان محط نظر وإعجاب الآخرين .
فالغالبية من الشباب يقولون لم يعد عندنا ما نخسره !! ففقدوا الأمل في العدالة الاجتماعية وفي العيش بكرامة في وطنهم ، فها هي حالات الانتحار تزداد في عهد حكومة النهضة ... وها هي حالات الطلاق في ارتفاع مستمر في عهد النهضة ... وها هي الاستثمارات تتبخر على رأي " شاهد ما شفش حاجة"... .. وها هي ملفات الفساد حديث العامة والخاصة في وضح النهار ...وها هي الجريمة والبطالة والفقر والمديونية وتراجع التعليم في ازدياد ... وها هي حالات التنمر الاجتماعي والسلوكي والثقافي والتمرد على القيم في ارتفاع مضطرد وعلى رؤوس الأشهاد .
فكيف تقنع الناس وخاصة الشباب أن في الكأس بقية !! وكيف تقنع الناس وهم يرون التبخر يأتي على ما تبقى في الكأس !! ولم يعد تضليل الرأي العام وخداعه ببعض بالكلام الإعلامي المعسول والتصريحات الباهتة والاستعراضات المكشوفة تنطلي على أحد ممن ينظر إلى الكأس وهي تُفْرّغ من كل ما فيها !! لا تحدثوني عن الجزء النصف المملوء من الكأس ... فقط حدثوني ماذا بقي في الكأس !!.
د . رياض الشديفات / 4/6/2020م