بقلم : د. مراد شطناوي

البرولاكتين (هرمون الحليب) هو هرمون يصنَع في الغدة النخامية الأماميّة، سمي بسبب دوره في الرضاعة اذ يعمل على تعزيز انتاج الحليب استجابة لرضاعة الأطفال حديثي الولادة. كما أن له وظائف أخرى واسعة النطاق في الجسم ، سواء في التأثير على السلوك ، تنظيم جهاز المناعة ، تنظيم الأيض ، المساهمة بتنظبم السوائل في الجسم أو دوره في الانجاب.

كيف يقاس مستوى البرولاكتين في الجسم؟
يمكن قياس مستوى البرولاكتين بسهولة من خلال فحص الدم، بيد أن هنالك بعض المؤثّرات على مستوى البرولاكتين في الدم يجب تجنبّها قبل الفحص، مثل تحفيز الثدي والجماع والتوتّر.

ما أسباب ارتفاع البرولاكتين في الدم؟

يعتبر الحمل والولادة أكثر الأسباب شيوعا التي تؤدي لارتفاع هرمون الحليب ، الا أن هناك العديد من الأسباب المرضيّة ترتبط بارتفاع هرمون الحليب ، أبرزها:

أورام الغدّة النخاميّة
قصور الغدّة الدّرقيّة
استخدام بعض الأدوية خاصة مضادات الدوبامين والأدوية المضادّة للاكتئاب وأدوية قرحة المعدة والعقاقير الخطيرة كالكوكايين
تكيّس المبايض لدى النساء
أورام الغدة تحت المهاد
تليف الكبد
الفشل الكلوي المزمن

كما أن هناك نسبة جيّدة من الحالات مجهولة السبب و قد تعزى للتمارين الرياضيّة القاسية ، النظام الغذائي أو التوتّر.

ما أعراض ارتفاع البرولاكتين في الدم؟

هنالك العديد من العلامات والأعراض المرافقة لارتفاع البرولاكتين (هرمون الحليب) و بعضها مرتبط بالسبب المرضي ان وجد كقصور الغدة الدرقية مثلا و بعضها مرتبطة نتيجة الورم (في الغدة النخامية أو تحت المهاد) ان وجد كالصداع و مشاكل في البصر ، و وتختلف بين الرجل والأنثى والطفل، وهذه أهم تلك الأعراض عند النساء :

عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
تأخر الإنجاب (العقم)
قلة الرغبة الجنسية (البرود الجنسي)
إفرازات حليبية من الثدي، فيخرج الحليب من تلقاء نفسه أو عند الضغط عليه وقد يحدث ألم أو ثقل في الثديين.
زيادة نمو الشعر في الوجه ومناطق أخرى غير مرغوب بها لدى الأنثى.
الاكتئاب و سوء المزاج

أما عند الرجال فقد يعاني الرجل من :
الضعف الجنسي (عدم الانتصاب)
قلة الرغبة الجنسية (البرود الجنسي)
كبر حجم الثدي (التثدِي).
انخفاض كتلة العضلات والقوة البدنيّة .

ما هو علاج ارتفاع البرولاكتين في الدم؟

يبدأ العلاج بحل السبب الكامن وراء الإصابة ، فاذا كان السبب مثلا هو قصور في الغدة الدرقية فيكمن العلاج باعطاء هرمون الغدة الدرقية(الثيروكسين) و من خلال هذا العلاج ينخفض هرمون الحليب لمستواه الطبيعي ، واذا ما كان ناجما عن استخدام بعض العلاجات فيتم ايقاف هذه العلاجات والاستعاضة بأدوية أخرى. أما بالنسبة لأورام الغدّة النخاميّة فمعظمها يستجيب للعلاج الدوائي وقد يلجأ الطبيب للجراحة في حالات معيّنة.