08-07-2020 10:30 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
دائما جلالة الملك محل فرحنا إينما كان وتوجه، كم انتابَ العاملين في القطاع الزراعي وهم يشاهدون الملك يترجل من مركبته ويدخل مشروعا زراعيا بسيطا في منطقة عين الباشا، رغم زخم برنامجه وجولته المبرمجة والمعدة مسبقاً، لا يخفى على أحد بأن الاهتمام الملكي في الأونة الأخيرة واضح جداً بالزراعة وبذلك يعطي درسا بالغ الأهمية للجهات المعنية بأن تنتبه لأهمية الزراعة في حياة الشعوب وقدرتها أن تنهض بالأمم وتساندها في حال حدوث أي هزة صحية أو اقتصادية، سبيلنا الرئيسي في هذا الوطن أن يكون العمل الزراعي في مقدمة اهتمامات دولتنا والسعي الحثيث في سبيل إزالة الصعاب من أمام المزارع الأردني المنتمي والذي أثبت وطنيته خلال الظرف الاستثنائي الذي مررنا به.
ما قام به الملك خلال الفترة الماضية القصيرة من تركيز على قطاع وطني إنتاجي مهم لا بد أن يقابله تنشيط للجهود الرسمية للتعمق في هذا القطاع ومدى قدرتنا كدولة ان نعيد ترتيب بيتنا الداخلي من خلال وضع القطاعات الانتاجية خلال هذه الفترة في مقدمة الدراسة والتمحيص وبذل كل ما من شأنه رفع سوية هذه القطاعات وخاصة القطاع الزراعي، هذا القطاع الذي كان في سنين خلت مثار اهتمام اقطار الوطن العربي، كان المزارع الاردني محل ترحيب في جميع تلك الأقطار وقدم خبراته لها في سبيل تنمية القطاع الزراعي في تلك البلدان ولأن كثيرا من المزارعين يقدمون خلاصة تجربتهم، أجبر تعثر القطاع الزراعي العاملين به من ابناء المهنة الرحيل والبحث عن عمل في نفس المجال لدى تلك الدول وهي فرصة ثمينة لها من أجل تنمية هذا القطاع لديها وعودة الاعتماد على قطاعات وطنية حسب استراتيجياتها الحديثة.
التركيز الملكي على العمل الزراعي في الأونة الأخيرة يقابله الآن دراسات وندوات تحدثت عن قضايا القطاع، نشكرهم صدقا لكن انصح من أراد معرفة معضلة هذا القطاع الذهاب إلى أي منطقة من مناطق الاغوار والجلوس مع أصغر فرد في أسرة أي مزارع عندها اصدقكم القول بأنكم ستسمعون ما يدمي القلب، وجع الزراعة لن تجدوه في الكتب والمؤتمرات بالعكس ما يتم تداوله هو قشرة خارجية بعيدة عن العمق المؤلم، يا سادة في الأغوار قهر على حال استمر لعقود دون تدخل مثمر من المعنيين! يا سادة غالبيتهم جاء خوفاً من المطالبات المالية الرسمية والخاص منها يضع أحد ابنائه لمراقبة الطريق للتنبيه في حال جاء من يطالبه بدين انفقه ليطعم وطنا بأكمله! نعم يا سادة قدر هذا القطاع بأنه لم ينتبه للسياسة وفنها للاستحواذ على الاهتمام الرسمي!، كان همه ان ينتج ويؤمن هذا الوطن باحتياجاته، وخير مثال ما ممرنا به اثناء الجائحة وقدرة المزارع الأردني في مساندة الجهود الوطنية، الحل تجدونه لدى مزارع ولن تجدوه في غرفكم المغلقة يا سادة!.