14-07-2020 09:02 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
قدر مناطق الأغوار أنها تعاني من ويلات عديدة، وظروف معيشـية صعبة، سنترك الملف الزراعي جانباً لكثرة من تناوله وتحدث بشأنه منذ عقود وللآن ينتظر انفراجا ملموسا ونتمنى ذلك قريباً وأن يعـود الى مكانته الطبـيعية، في كل صيف لابد أن يكون لحالات غرق الأطفال مساحة واسعة من الحزن والنقاش الحاد على مصير هؤلاء الأطفال الذين قدرهم أن بيئتهم ذات درجات حرارة مرتفعة، هو الصيف رفيق التعب والحزن وضيق الحال لاغلب الأسر في الأغوار التي كانت في زمن سابق تمتـلك قطاعا إنتاجيا مؤثرا في حياة سكانه.
صيف الأغوار به ينتهي موسمنا وتكون جلسات الأباء للحديث عن مجرياته والأخطاء المرتكبة وأي المحاصيل ذات قيمة مادية أكثر من غيرها، صيف ساخن من جميع جوانبه خسائر الموسم المتراكمة وارتفاع درجات الحرارة وخيـبة أمل للمخططات المنوي القيام بها في هذا الصيف، زواج ابن،بناء غرفة أضافية للمنزل توفير رسوم دراسـية للأبن الجامعي، يبتعد الطموح في سداد ديون سابقة او لاحقة، هو الأغوار يحيط بإنسانه من جميع الجهات خيبات وانتكاسات تربك مسيرة هذه الأسر الصابرة والمعتمدة على جهدها وتعبها وعندها الأمل بغد مختلف يبدل هذا الحال إلى الأفضل.
في هذه الأيام يعاني الأغوار من ارتفاع حاد في درجات الحرارة مما يشكل عبْئا أضافيا على معيشتهم في بعض الأحيان تقارب درجة الحرارة الخمسين مئوية، كثير من الأسر للان لا تمتلك وسائل التهوية والتـبريد، مما يزيد الأمر صعوبة عدم قدرتها على شراء مستلزمات الصيف الأساسية من ثلاجة او مكيف حديث، السبـب في ذلك الثمن وغالبية هذه الأسر ظروفها المعيـشية بالغة الصعوبة والأمر الاخر هو عدم قدرتها على دفع فواتير الكهرباء والبعض متراكم عليه عشرات الفواتير ولا يمتلك القدرة على الدفع، صيف حار ووضع معيشي صعب واثمان كهرباء مرتفعة وحال ابناء المنطقة في تراجع.
في السابق طالب ابناء الأغوار أن يراعي أصحاب الاختصاص والقرار البيـئة الصعبة لمعيشتهم، وقلنا بأنه يجب أن يكون لهذه المنطقة نظرة مغايرة ومنصفة لبقاء الود مع الجهات الرسمية، وأن تشـعرهم بأنها تراعي ظروفهم وحاجتهم إلى المساندة في أجواء تعتبر محفزة على الهجرة وترك المنطقة، منذ زمن طويل والأمل أن يكون لهذا المنطقة اجراءات خاصة بها هدفها الشعور معها وتحفيزها على البقاء في أماكنهم مما يستدعي من الأهالي المحافظة على بقاء أفراد أسرهم في مأمن من ارتفاع الحرارة وعدم ذهابهم إلى قناة الغور الشـرقية التي أصبح ذكرها شؤما وحزنا ابتلى به كثيراً من الأسر على طول الشريط الممـتد من الشمال إلى الجنوب، في كل قرية لابد من قصص عن أطفال للان تحتفظ أمهاتهم ببعض ملابسهم المبللة بالدموع.