14-07-2020 05:49 PM
سرايا - بالتزامن مع المعاناة التي تسببت بها جائحة كورونا للعالم، تطل جائحة أخرى برأسها مهددة عالم النحل ومستقبل النبات بشراسة.
وكشف باحثون من جامعة كولورادو بولدر الأمريكية عن إصابة النحل في أنحاء أوروبا بعدوى فطرية مميتة، يمكن أن تنتشر من خلال بتلات الزهور أثناء التلقيح.
ووفقًا لصحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، تُعرف هذه العدوى باسم ”نوسيما“ أو ”المسقمة النحلية“.
ووجد الباحثون انتشار سلالات مختلفة من هذه العدوى بين النحل في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك جنوب أفريقيا وكينيا وروسيا والبرازيل والولايات المتحدة وكندا.
وأوضح الفريق أن التعرض للعدوى الفطرية (نوسيما) يساهم في انهيار خلايا النحل في جميع أنحاء أوروبا، الأمر الذي سيخلف عواقب وخيمة على أعداد النحل في مختلف مناطق العالم.
وتنتمي عدوى ”نوسيما“ لنوع من الفطريات يُعرف باسم ”ميكروسبوريديا“ أو الـ ”بويغيات“، وعندما تصيب النحل تسبب تمزقًا في الخلايا أولًا، قبل إطلاق جراثيم تنتشر في أنحاء الجسم، ثم القضاء تمامًا على النحل في نهاية المطاف.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقبل أن تموت النحلة المصابة يمكنها إخراج هذه الجراثيم في فضلاتها وأثناء التلقيح، وتركها على جميع الزهور، مما ينقل العدوى لأسراب أخرى من النحل.
ولا يقتصر خطر الأمر على تهديد حياة خلايا النحل فقط، إذ إن موت النحل يهدد مستقبل النباتات بسبب عدم تلقيحها.
والتلقيح مسؤول عن انتشار وازدهار النباتات، المسؤولة بدورها عن إصدار الأكسجين الأساسي للتنفس، وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فإن عدم انتشار النباتات يساهم في تفاقم أزمة الاحترار العالمي وغيرها من مشاكل تهدد الحياة، وقد تساهم في كوارث طبيعية.
وأشار الباحثون إلى أن مربي النحل يسعون لمكافحة انتشار العدوى الفطرية، من خلال تربية أنواع معينة من النحل المقاوم، واستخدام المستخلصات النباتية لعلاج النحل المصاب.
وعلى الرغم من ملاحظة تطوير النحل في بعض المناطق مناعة لسلالات مختلفة من العدوى، الأمر الذي يساعد في الحد من انتشارها، إلا أن الباحثين يخشون من انتشار سلالة جديدة في أنحاء مختلفة من العالم.
وقال رئيس الفريق آرثر غروبي: ”هناك حاجة لمزيد من الجهود لفهم عدوى نوسيما وعواقبها المحتملة“.