حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1041

كلمات من الدوحه للعرب على هامش الملتقى القطري للمؤلفين الأول 2020

كلمات من الدوحه للعرب على هامش الملتقى القطري للمؤلفين الأول 2020

كلمات من الدوحه للعرب على هامش الملتقى القطري للمؤلفين الأول 2020

15-07-2020 11:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه

سأبدأ من حيث قال الشاعر القطري عايض بن عيدة بقصيدته الوطنية القطرية ذات الأبعاد الرائعه بمفهوم الكلمة التي نحتاج أن نُفعل أثرها بالنفوس المؤمنة بحب الوطن أنه واجب إلى حد الإنصهار حين قال
شومي له شومي له
يا أم الهدب راعي الحدب شومي له
شيخٍ تنومس لابته وقفاته
شومي له
لنا وطنً في دوحة الخير لا أرى في عِشقة تأويلاً فعفة إنسانة تولد صبراً على المحن ’ ولنا فية بيتاً على ظلاله تعيش النفسُ حتى كأنهُ لها جسدً فهو كالبحرُ قد شَرِبتُ مِلحَهُ وَ أكَلتُ مِن رَملِهِ عفيفاً على الجار أميناً على ساحلهِ والتلال فيه ظلالُها يمتد طويلاً الى أن يصل إلى مياهها فيسافر الراحلين للبصرة والهند والصين , فأي عباءة ينسجها الناس هناك ما هي إلا إمتداد لتاريخ يتعملق قي كل أرجاء قطر القابضه على جمر الوفاء لكل الأمه فأعيدوا قراءة التاريخ لهذا الوطن ستجدون إنه امتداد لنسب يمتد لتركيبته السكانيه منذ عام 1892 م .
حين دُعيت من الأستاذه الكاتبة منى بابتي للنقاش في أواصر مفهوم الكلمة في هذا الملتقى شعرت بغيماً خريفي يمر من أمامي وأنا أسكن مدينة تتجاوز درجة الحراره بها أحياناً حاجز الى 45 درجه صمت بي بعض الضجيج المؤنس لوحشة الدار وأيقنت إننا حتماً سننطلق الى فضاء فيه يكون للكلمات " صدى " تسمعُه عمان وقلعة الكرك وضجيج حارات السلط القديمة والدوحه من قبل وبعد .. لملمت أسئلتها الجميلة ومداخلاتها القابضة على ضمير الحرف حين يكون مسؤول أمام هاجس الأمة التي تحمل إنسانية ضمير جاء بأول رساله على الأرض حين قالها جبريل بسورة العلق
إقرأ ... فقال ما أنا بقارئ
فأعادها مرةَ أخُرى إقرأ ... حتى قرأ علية " إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " صدق الله العظيم
جاءت كلماتها ندية كالصبح الملثم برائحة التين , ذهبنا بقراءة الكلمات وخرجنا من النصوص الإنهزامية الى نصوص تميل بعذوبتها كما ينساب الماء في ظلال الوادي العميق فكتبنا " لبيك يا أرض الجزيرة وأسمعي " أننا أمة يعربِ طوت المراحل والأسنة شرعٌ , فصاغت معنا إن الملتقى يميل الى تجاوز الحدود بسقف من الكلمات التي تمس نبض الحياة وتعود قوية صابرة على كل المحن فكتبنا حين استوا هاجس الحديث لقطر التي آمنت برسالة المثقف العربي بأنهُ جزء لا يتجزأ من ضمير الأمه وبأن الدوحة تفتح شراعها لكل الذين جاءوها من أقصى حدود المعمورة يبنون كما تبني السواعد بالطب والأقتصاد والحضارة والكلمة مكانة في هذا الحمى الخليجي الباهر بكل شيء ...
دقت " منى بابتي " ضجيج جرعاتي بعمان وأيقظت سكون حروفي المبعثرة في طلعة المزار والجنود هناك يرقصون عاش الوطن عاش فقلت جرعة عمان الأولى فصمتت " منى " تُعيد حروفي في قافية اللقاء حين جاء من الدوحه لينصت لجرعة عمان التي انشدت في ختام نصها أن
" لا تغضب , أو حتى تبكي يا صديقي . فكلنا مثلُك ينتظر جرعة " يتنهد الأستاذ صالح غريب هذا المكنز الثقافي لدولة قطر ويشيد بدور الكلمة في مضمار البناء المعرفي للأوطان فيؤكد على عمق الرسالة والتجربة والأدب حين يكون القلم باروده .
كان اللقاء عبر أثير الهواء الممتد من الدوحه الى عمان كالحرير الذي يجدل مفارق شعر ( مريم وبتول ) . وكان مثل شقاوة الشمس التي تمر من هناك خجولة لأنها تعلم إن دفاتر الأرض مكتوبه بدماء الخيول , وبأنه مهما أشتد الحداء ستعود الديار وسيعود الخليج ربيع الأرض حين استوا , وسوف ننسج من غيوم السماء سنابل كقمح الأرض , فالدوحه لم تشهد زوراً ابداً في كل مشروع إنسانيتها على الأرض ..
صمت معنا بعض الكلام ورفعنا في صميم الضارعين لربهم أن لا نترك في قلوبنا أي شيء ضد أحد وعلينا أن نسامح ونغفر ونتجاهل ونحسن الظن بالآخر فكل ما في الأمر لن يكلف أكثر من إبتسامه تنتهي معها كل الفوارق .. فمن نص سماهر المبعد في غربة مخيم اللاجئين في لبنان حين وصلت بنصها الى شعر شوكت الذي أبدع بصياغة حروف العربية وإبتسامة الحديث البعيد عن ذوي الرؤوس المؤدلجه.
اختتم من جمال قلب " منى بابتي " الكاتبة المثقفه التي تجمع شتات الحروف في أقلام بعثترها السنوات العجاف لحروب ليس لنا بها ناقة ولا جمل لأكتب نصاً أخير في مساحه اتاحتها الدوحه عبر ملتقاها الاول للمؤلفين .
فمن هذا النسيم الممتد من ألمٍ يسكن شرق الروح في العراق الى أن يصل الى وجع آخر هناك غرب الروح في فلسطين السلام عليكم بالدوحه وعلى كل الأشياء التي هناك حيث تملأ الروح املا وتمسكا بحرية ترفض سائر أشكال التحكم والوصاية ومزيد من الأجترار والتقليد حيث لا مجال لأن ننسى حين قال المتنبي
" أريدُ من زمني ذا أن يبلّغني ما ليس يبلٌغُه من نفسة الزمنُ "
شكراً لكم جميع








طباعة
  • المشاهدات: 1041
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم