بقلم : د.حسان ابوعرقوب
الحمد لله الذي أنعم علينا بإدراك العشر من ذي الحجة، هذه الأيام المباركة، التي يبارك الله تعالى فيها الأعمال والأجور، ويتضاعف فيها النور، فيكون هذا بابا للوصول إليه، وإدراك رحمته ومغفرته.

وباب الوصول إلى الله مفتوح في هذه الأيام وفي غيرها إلا أن العمل للوصول إليه في هذه الأيام أحب إليه من غيرها، وما يحبه المحبوب محبوب ومرغوب، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).

ومن أهم الأعمال التي يستطيع الإنسان فعلها، المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها، وفي جماعة إن أمكنه ذلك، ثم المحافظة على الأذكار والأوراد الواردة في السنة بعد الصلوات، وعند الدخول والخروج وغيرها.

ومن أسهل الأعمال وأكثرها بركة ذكر الله تعالى، بالإكثار من الاستغفار، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي المختار، وتكرار شهادة التوحيد لا إله إلا الله، وقول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، وغيرها من الأذكار الواردة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ويستحبّ الصيام لمن يقدر عليه، فهو من أنواع القربى العظيمة، خاصة صوم يوم عرفة، حيث يكفر الله به ذنوب سنتيْن، وكذلك تلاوة القرآن الكريم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام، والتصدق على الفقراء والمساكين.
والتكبير من فجر عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وتقديم الأضحية يوم النحر إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق.

كل هذه الطاعات والعبادات والقربات وغيرها تجعل الطريق للوصول إلى الله تعالى سالكة بسهولة، وما عليننا إلا أن نسير عليها، ونجدّ في سيرنا، ونسأل الله تعالى التوفيق.