25-07-2020 04:22 PM
بقلم : المحامي يوسف مقداد
بشكل عام.. كان من المؤكد أن يلقى رفع بعض الشعارات خلال الوقفة أمام مجلس النواب غضب وسخط اجتماعي لدى البعض ( أغلبية ) .. وهو ما يسعى إليه المبشرون والمنادون بالحريات عن طريق بعض المنظمات والجمعيات تحت مسمى الحقوق والحريات..
بشكل خاص .. يعمد المبشرون والمنادون إلى جعل بناتنا وأبناءنا يرفعون شعارات مثل شعار المجتمع الأبوي قاتل ووضع خطين تحت كلمة قاتل، بل وأقناعهم أن هذا الشعار ثقافي حقوقي، ويلقنونهم ويدرسونهم أصول هذه الثقافات والحقوق، وأكثر من ذلك، ليصبح الشاب أو البنت متيقنا أنه على حق، وأن شعبه جاهل، وأن التغير يجب أن يحدث ويجب أن أكون أحد أبطاله، بشكل يكاد يكون معه الأمر كغسل الدماغ مثله مثل غسل دماغ الإرهابيين (إرهاب اجتماعي). هنا تبدأ الحرب الفكرية الاجتماعية التي يسعى إليها المبشرين المنادين الذين يهدفون إلى تفكيك أنظمتنا الاجتماعية بدعوى أنها أنظمة متخلفة مستبدة ذكورية متسلطة مستغلين بذلك حادثة قتل الفتاة (أحلام) من قبل والدها الأمر الذي نحن جميعنا ضده.. علما وأنه من المتعارف عليه وأن الأب الشرقي يتميز على مستوى العالم بحبه وحرصه على بناته، وأن مثل هذه الحوادث ما هي إلا جرائم فردية ويتم السيطرة عليها بفعل تطور القواعد القانونية الرادعة لمثل هذه التصرفات، لا برفع الشعارات المشينة والتي لا تمت لمجتمعنا بصلة وإن وجدت بعض أشكاله.. وإدخال أفكار دخيلة علينا ليس لنا منها أو فيها أي ارتباط، علما وأن مجتمعنا الحالي أفضل بكثير من مجتمعات أوروبا لو رجعنا للوراء ٢٠٠ سنة فقط، حيث كانت مجتمعاتهم متسلطة متخلفة وتعتبر المرأة كائن دوني، ويتعدى الأمر للتفكير والخوض من بعض كهنتهم وفلاسفتهم فيما إذا كانت المرأة كائن بشري أم لا !!! ويمكن لمن يريد التأكد أن يراجع أفكاره ويقرأ التاريخ.
لا نرفض الحريات ولا نرفض الحقوق ولا نرفض الانفتاح .. لكن هناك حدود متعلقة بكل مجتمع .. وليس لنا أي مصلحة أن نتبع الحضارة اليونانية أو غيرها بشعاراتهم المجتمعية، حيث أن مجتمعهم مختلف عن مجتمعنا ولا معنى أصلا لأن نكون مثلهم ولا أن ننسلخ عن مجتمعنا بكل سيئاته القابلة للإصلاح، واتباعهم هم وتكريس حياتهم كمثال يحتذى به..
نحب بناتنا ونخاف عليهم من أي سوء .. وخاصة السوء القادم مع سياسات المبشرين المنادين بحرياتهم الخاصة وفرضها علينا باسم الانفتاح والحضارة.
المحامي والناشط الحقوقي
يوسف مقداد