26-07-2020 12:31 AM
سرايا - تقوم صاحبة «جاليري لين» الفنانة التشكيلية والمصممة لين باسل الطراونة، على خلق مناخ انساني يتشابك مع الإبداع، لتسهم في تقصير المسافة بين الاطفال المحرومين من فرصة تطوير مواهبهم وتحقيق احلامهم وذلك من خلال مبادرة مجانية لتعليم الرسم في الجاليري الخاص بها اطلقتها خلال جائحة كورونا.
لين التي تدرس الغرافيك تؤكد على اهمية الاحساس باللون كأساس لخلق تصميم جمالي بسيط ومثير. الرأي حاورت لين الطراونة.
من اين جاءت فكرة الرسم في البداية؟ ولماذا الرسم تحديدا؟
اطمح منذ الصغر لأن يكون لي مرسمي الخاص، ومشغل وجاليري يضم اعمالي، وتحقق الحلم من خلال والدي، فقد كانت مفاجأة حققت ما طمحت اليه، ودعما لا يقدر منهما، وهذا اضاف لي مسؤولية اخرى، وان هنالك من يراقب عملي، اضافة الى انني نشأت في بيت فني وثقافي حيث كان والدي عضو مجلس امناء المتحف الوطني للفنون الجميلة وكان يصطحبني معه الى الملتقيات الفنية المختلفة فقد اثر ذلك في موهبتي، ومن الملتقيات التي شاركت بها ملتقى فن وطبيعة في مختلف المناطق والمحميات الموجودة في الاردن، وقد قامت والدتي بتخصيص غرفة بالمنزل اسمتها «غرفة الاختراعات» وكان مسموحاً في هذه الغرفة الرسم على الجدران وخلط الالوان، كانت فوضى ممتعة، مما اطلق العنان لموهبتي وجعلني ارسم بلا حرج، وهذا ايضا اسهم في تطوير العلاقة مع الالوان مبكرا، ومن هنا أيضا جاءت فكرة الجاليري.
هل هنالك مواهب اخرى كالموسيقى او الكتابة الابداعية او غيرها؟
ترعرعت في بيئة ثقافية وفنية لذلك تولدت عندي العديد من الهوايات مثل العزف على مختلف الآلات الموسيقية اذكر اني كنت اغفى في حضن والدي وهو يعزف على البيانو ومع الوقت بعمر ثلاث سنين حاولت العزف فكانت اول اغنية اتقنت عزفها «الحلم العربي» فقد كانت مشهورة آنذاك وعندما علم ابي اني قد تعلمت العزف على البيانو سارع باقتناء مختلف الآلات الموسيقية الغربية والشرقية وقد تعلمت العزف عليهم كلهم لكنني لست محترفة، لكن عندما اسمع اي لحن استطيع عزفه. اما الرسم بالنسبة لي فهو الفرار من الواقع ومكان لتفريغ طاقاتي وافكاري والتعبير عما بداخلي، ارسم لتسليط الضوء على مختلف القضايا الانسانية من خلال لوحات تعبيرية تسهم في تشكيل وجهات النظر وأراء وافكار تجاه قضايا اجتماعية مختلفة.
شابة ما تزال على مقاعد الدراسة وتنشئ جاليري، هل انتهى الطموح بهذا الجاليري أم أن هنالك مشروعا ابداعياً أكبر تعملين له مستقبلا؟
بدأ جاليري لين قبل افتتاحه بتعليم الرسم لأطفال الحي المجاورين للجاليري بشكل مجاني بالكامل مع توفير كافة الادوات ضمن امكانيات المتواضعة وقد قام باستضافة هؤلاء الاطفال مرة بالأسبوع والطلبة المتفوقين ثلاث مرات للتركيز عليهم وتنمية مواهبهم بشكل اكبر ضمن كل اشتراطات وزارة الصحة حول جائحة كورونا، قد تلقيت الدعم الفني منذ الصغر و اريد ان ادعم الاطفال كما فعل والديّ لي وتنمية ثقافتهم الفنية بعيدا عن العاب العنف الذي يلعبها جيل اليوم. اطمح بنشر روح التعاون ومواصلة العمل التطوعي مع مختلف الفئات العمرية والعمل مع الفئات الاكثر عرضة للانتهاك من ذوي الإعاقة ومرضى التوحد وغيرهم وان ازرع في منطقهم ان لا شيء مستحيل وان كل شخص قادر على تحقيق ما يطمح ويحلم به.
ما هي المدرسة الفنية التي تستهويك؟ او تميلين للرسم من خلالها؟ وهل هنالك فنانون كبار تقتدين بهم؟ المدرسة التعبيرية التي تعطي القدرة عن التعبير عن المنظور الشخصي لمختلف الاشياء خاصة وإن الفنان التعبيري لاينقل موضوعاً جمالياً بل ينقل المشاعر العارمة الناتجة عن موضوع معين، وهو لا يلجأ إلى العقل بل يلجأ إلى العاطفة، اضافة الى الميل باتجاه الفن التجريدي وهو تجريد عن واقعه، وإعادة صياغته برؤية فنية جديدة فيها تتجلى حس الفنان باللون والحركة والخيال
ومن الفنانين الذين اقتدي بهم على الصعيد المحلي والعالمي الدكتور خالد خريس مدير عام المتحف الوطني للفنون الجميلة»، «مارك روثكو»، «رمسيس يونان»، «فؤاد كامل»، «محسن عطيه»، و «هيلدا حياري».
تدرسين الغرافيك، ما هي العلاقة بين الغرافيك والرسم باليد؟–هل يجب ان يكون فنان الغرافيك فنانا تشكيليا بالاصل؟ كل رسام يستطيع ان يكون مصمماً لكن ليس كل مصمم رساماً والعلاقة بين التصميم الجرافيكي والرسم هي إيجاد الجماليات واحتواء فكرة وان يكون ملفتاً وغير معقد والتصميم يعتمد على الذوق والاحساس وفهم توظيف الادوات بصورة تخرج لنا تصميماً ممتازاً بدون الحاجه للرسم فالمصمم الذي لا يجيد الرسم يستطيع ان يصمم ولكن عليه أن يفهم أن التصميم ليست مجرد أدوات فقط.
في ظل كورونا، كان لديك متسع من الوقت، ماذا انجزت خلاله على صعيد موهبتك؟ أنجزت على الصعيد الانساني اكثر من المهني فتعاوني مع الأطفال جعلني احب مساعدة الاخرين وحثني على العمل التطوعي وخدمة المجتمع وخدمة نفسي بالنهوض بها وجعلها محبة للتعاون والخير وقد اكتسبت خبرة في التعامل مع الأطفال والقدرة على التعليم والعطاء فانا كنت اعلّم نفسي وأعلمهم بنفس الوقت كانت مصلحة متبادلة.
اطلقت مبادرة لتعليم الأطفال الفن مجانا، خلال أزمة جائحة كورونا، لنتحدث عن الفكرة وكيف جاءت؟ وهل لمست النتائج؟
جاءت الفكرة من الأطفال نفسهم فقد كانوا يترددون على الجاليري باستمرار والوقوف والتعجب والتساؤل: «شو يعني جاليري طب شو في جوا»، وقد كان والدي يهتم بالحديقة بالخارج فسمح لهم بالدخول وقد بدأوا بالتعجب والتمني بتعلم الرسم وقد كنت بالداخل وشرحت لهم عن اللوحات ووجدت اقبالاً لديهم على الرسم فقمت بعمل اول ورشة تدريبية للأطفال و جعلتها مجانية ليتمكنوا جميعهم دون استثناء من الحضور وقد كان مقياس سعادتهم كمقياس سعادتي بتدريبهم وقد نتج عن هذه الورشات مختلف من اللوحات التشكيلية الرائعة وسيتم عرض ضمن «جاليري لين» المنزلي في معرض خاص بهم.
كيف يمكن للمؤسسة الرسمية (وزارة الثقافة، وزارة الشباب)، وغيرهم دعم المواهب الشابة والمساهمة في تطوير ابداعاتهم؟ من خلال تقديم الدعم المعنوي و المالي و اللوجستي للإبداعات الشابة وربطهم بشبكات الثقافة العالمية حتى يكون المبدع الشاب الأردني على تواصل مع مختلف تطورات الثقافية العالمية وأيضا على مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في مجال الثقافة والفن، تبني وطرح برامج ثقافية تدريبية وتأدية دورهم على اكمل وجه وتعاون وتشبيك بين مؤسسات القطاع الخاص والقطاع العام فيما يخدم الحركة الثقافية الأردنية الشابة.
في النهاية فكرة «جاليري لين» المنزلي هي جهد ذاتي جاء بدعم اسري ويضا جاء بدعم زميلاتي و عدد من اقاربي واسعى في قادم الأيام وبعد تخرجي بإذن الله خلال هذا العام ان أقوم بتطوير فكرة التعاون مع مؤسسات رسمية وأهلية فيما يعود بالنفع على الحركة الثقافية الأردنية وسيتم افتتاح الجاليري بصورة رسمية خلال الأسابيع القادمة وسأقوم بعرض اعمالي ونتاجي الفني خلال الافتتاح الرسمي والمقدر ب ٤٧ عملاً فنياً تشكيلياً وأعمالاً خزفية حيث كانت فترة جائحة الكورونا هي الفترة الأكثر انتاجا لأعمالي بالإضافة لدراستي الجامعية وسأقوم بإذن الله بعمل برامج هادفة ونوعية تخدم الحي والمجتمع والحراك الثقافي كمساهمة مني مع الكثير والكثير من المساهمين في وطني العزيز.