حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1606

مساحتنا الخضراء

مساحتنا الخضراء

مساحتنا الخضراء

26-07-2020 11:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ناجح الصوالحة
المتعمق بما يحدث في العالم بأكمله يدرك بأن الكرة الأرضية تهتز بشكل لم يسبق له مثيل، تجد علماء البيئة وخبراء الصحة والمختصين بالجانب الاقتصادي في حيرة مما نمر به نحن ابناء الأرض، وباء لعين كشف هشـاشة أنظمتنا الحياتية وبعدنا عن فهم البيئة التي تركناها ردحاً من الزمن لا نعيرها أي اهتمام أو فحص لأي خلل تمر به، منظمة الصحة العالمية في وضع لا تحسد عليه بسبب تعثرها في تسلسل سير اجراءاتها وصمودها في خط مستقيم وفق دراسات وأبحاث عميقة بفعالية هذا الوباء وتشتت تقاريرها التي تبث للعالم وتراجعها عنها بعد فترة وجيزة.

من ابتدع الأنظمة الاقتصادية والصحية والاجتماعية الحديثة لم يدر في خلده أن للأرض حقاً ستحاسبنا عليه قريباً، كان الهدف من وراء بناء هذه الأنظمة الأستحواذ على ما في باطنها وافساد حياة الشعوب بكوارثهم البييئة التي نلمس الآن مضارها، من يشاهد فتك هذا الوباء بالدول الصناعية الكبرى يدرك بأن هذه البيئة عندما تغضب ستصب جام هذا الغضب على من اسهم بشكل كبير في استنزاف طاقتها الحيوية الطبيــعية، خراب هائل احدثه هذا الجري المكروه لاستنزاف خير هذه الأرض.

لم يعد يجدي نفعا أن نبقى ننظر للخراب المدمر للحياة لأجل ترف لن يدوم ويلحق الضرر بالأجيال القادمة، حماة البيئة ومن يخاف عليها كان مجدهم ما تردد من خبراء بأن العالم قد استفاد من جائـحة كورونا رغم كل شيء، خير دليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون تراجعت بشكل ملحوظ بسبب الإجراءات المُتخذة لاحتواء تفشي كورونا المـستجد، تغيرات إيجابية لمسها كوكبنا خلال هذه الأشهر فقط، يحتاج هذا الكوكب التعمق بالفوائد التي حدثت لإعادة التوازن لهذه الأرض التي نعيش عليها وسيعيش عليها أحفادنا ومن يأتي بعدنا.

لاحظ الكل بأن الحرائق خلال الأيام الماضية لم يسبق لها مثيل، أسكن في منطقة ريفية وفي أحد الأسابيع الماضية يومياً يحدث حريق في منطقتي، أشعر بالحزن وأنا أشاهد سيارات الدفاع المدني بشكل يومي على مدار أيام وهي تسعى لوقف أمتداد أي حريق، مساحات واسعة تبدل حالها من منطقة خضراء تسر الناظرين إلى منطقة سوداء جرداء، أشفق وأتابع الصديق رمزي الغزوي وهو يجاهد بكل طاقاته في دفاعه عن شجر عجلون والمحافظة على طبيعتها ومجابهة اعداء الحياة، في كل عام نخسر بفعل أيدينا جزءاً من بيئتنا ومساحتنا الخضراء رغم استطاعتنا أن يكون كل عام أفضل من سابقه، نحتاج زيادة مساحة رقعتنا الخضراء والتعامل بجدية مع الزحف البشري والعمراني المدمر للبيئة، أجيالنا القادمة تستحق منا أن ننتبه للمخاطر التي ستلحق بهم إن لم نتدارك إدارتنا للمنظومة الناجعة لاستقرار حياتهم وعدم الخوف من تقلبات البيئة.








طباعة
  • المشاهدات: 1606
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم