27-07-2020 12:53 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
بداية علينا أن نعود بعض الشيء لتاريخ الثورة العربية الكبرى الذي نعرفه تاريخياً بعيداً عن ذوي الرؤوس المؤدلجه والتي عادتاً تحرف التاريخ على مزاجها وهواها , فالثورة العربية الكبرى هي ثورة مسلحة جاءت ضد الدولة العثمانية , حيث بدأت في بلاد الحجاز حينما أطلق الشريف الحسين بن علي طلقة واحده من بندقيته عام 1916 من مكة المكرمة وكان لتلك الطلقة صدى امتد إلى جدة والمدينة والطائف ثم بعد ذلك امتدت الثورة ضد العثمانيين حيث تم إخراجهم من بلاد الحجاز الى أن وصلت الى بلاد الشام وأسقطت الحكم العثماني فيها وكذلك بالعراق وقد تمت الثورة لعدة أسباب أهمها ( إن الدولة العثمانية استباحت الشعوب بالمنطقة العربية من حيث القمع , ومصادرة الأملاك , والتجنيد الإجباري ) بجانب إن العلاقة بين العرب والأتراك شابها الغموض منذ أواسط القرن التاسع عشر , مما فعلياً شكل عداوة مع الدولة العثمانية آنذاك .
فكيف يمكن يا سعادة السفير أن تقول " بأن الثورة العربية الكبرى مصطلح مصطنع , وهي بالفعل مؤامرة علي تركيا " فأين المؤامرة بقيام الثورة العربية الكبرى !! وهي التي هدفت كما جاء بمراسلات الحسين –مكماهون الى خلع الطاعة للدولة العثمانية وإقامة دولة عربية موحدة من بلاد الشام والحجاز والعراق , ألم يتمكن جيش الثورة العربية الكبرى بقيادة الملك فيصل بن الحسين بالتعاون مع المقاتلين من القبائل العربية من كسر الجيش العثماني من المدينه المنوره الى تخوم الشام , ألم يطلب الجيش العثماني الأنسحاب من دمشق والتنازل عن كل أملاكهم في نجد والحجاز والشام والعراق .
ويمضي سعادة السفير بالمقاله على نحو آخر من التضليل حين يقول " بريطانيا لم تفرط في الشريف حسين حيث أنشأ لنجله الأكبر عبد الله إمارة شرق الأردن عام 1921 وورث عرش العراق لابنه فيصل بعد أن رفضه السوريون أميراً علي سوريا"
وساذهب لجزئية رفض السوريون لفيصل من توليه أميراً على سوريا كما يقول سعادة السفير , حيث جاء بعد أن زالت الدولة العثمانية من أرض العرب ومع نهاية الحرب العالمية الأولى آنذاك تمكن الأمير فيصل بين الحسين من ترأس المملكة السورية كأمير عليها بين عام 1918 لغاية عام 1920 ثم بعد ذلك اصبح ملكاً عليها بعد ان استقلت في 8-آذار لعام 1919 لم يعجب فرنسا آنذاك ما جاء بصياغة التشريعات الناظمة للحياة بسوريا مما أدى الى نفية وحل المملكه عام 1920 واحتلت دمشق من خلال معركة ميسلون .
مما سبق يؤكد إن قيام الثورة العربية الكبرى لم يكن فقط مما سبق وحسب يا سعادة السفير بل وصل الأمر بأن يمنع العرب من التحدث باللغة العربية وإجبارهم على التكلم باللغة التركية , وأدى ايضاً الى ضعف التطور العلمي والفكري والأقتصادي ما بين الدول العربية وأوروبا , بجانب المجاعات التي خلفت عشرات الآلاف من الموتى بسبب الجوع أليس هذا كافياً لأن تكون الثورة العربية الكبرى قيمة مضافة لرسالتها ودورها الريادي بنهظة الأنسان