30-07-2020 03:37 PM
بقلم : د. دانييلا القرعان
وطني أنت هو الحضن الدافئ الذي أشمُّ فيه رائحة أمي وأشعر به بأمان أبي،وطني من لي بغيرك حبيباً وعشيقاً ومن لي بغيرك عشقاً أعشقه،ولمن أتغنى ومن لي بغيرك شوقاً وأشتاق له،وطني ياااا أيها الحب الخالد من لي بغيرك وطناً أبالصحارى أم البحار، أبالجبال أم السهول،أبالهضاب أم الوديان فأحلمُ به شمالٌ وجنوبٌ وشرقاً وغرباً،ستبقى الحب الأبديّ،وطني من #واوك تعلمت الوفاء ومن #طائك تعلمت الطيبة والكرم ومن #نونك تعلمت النبل والكرامة وفي #يائك كل ياسمين وتوليب الأرض المشتهى،أحبكِ بلادي وأرى ترابكِ تبرأ،أيا أمَّ روحي التي علمتني كيف أعيش حراً.
أيهااااا الوطن المترامي الأطراف المستوطن في القلوب،أنت فقط من يبقى حبه يا حبيبي الأزليُّ،وأنت فقط من نحب،وطني دعني أتغزل بك كمن تتغزل بمعشوقها،أنت تعيش بي كما يسكن قلبي الضلوع،أنتَ أجملُ قصيدةُ شعرٍ في ديوان الشعر،وأنت الاتجاهات الأربعة لكل من يطلب اتجاهاً،أنت السند لمن لا ظهر له،وأنت البطن الثاني الذي حملني بعد بطن أمي،وطني أنت جدار الزمن الذي كنا نخربشُ عليه بعباراتٍ بريئةٍ كبراءة الأطفال لمن نحب ونعشق،أما زلتَ تتذكر كلماتنا المخربشة على جدران الزمن،نعم تتذكر أعلم ذلك،وطني تعلم إنك أنت الحليب الخارج من ثديِ الأرض،وأنت الحب الوحيد الخالي من الشوائب والمصالح،حبٌ مزروعٌ في قلوبنا ولم يتصنّع أبدا،أنت القلب والنبض والشريان،والعيون أنت،أنت الذي لا يتغير حتى لو تغيرنا باقٍ أنت ونحن الزائلون.
أيها السادة أبناء وطني الذي غازلته هنا،حبُ الوطن لا يحتاج لمساومة ولا يحتاج لمزايدة ولا يحتاج لمجادلة ولا يحتاج لشعارات رنّانه،أبناء وطني الحبيب جميعنا يعلم أن وطننا حزين علينا ونحن حزينون عليه،جميعنا يعلم حقَّ العلم أنه أصبح وللأسف المكان المقّدس و بالأعباء مكّدس ،ونعلم أن وطننا عصيَّ الدمع الآن،هو لا يحتاج لآلاف الكلمات والشعارات،أفعالنا تشير لحبنا له،حركاتنا تدل عليه،حروفنا أصواتنا تنطق به،وآمالنا تتجه إليه،وجميعنا يعلم لأجلِ أرضٍ ووطن راقت الدماء،لأجل أرضٍ ووطن تشردت أممٌ،لأجلِ أرضٍ ووطن ضاعت حضارات وتاريخ وتراث،لأجلِ الأوطان يا أبناء شعبي تحملت الشعوب ألواناً من العذاب والقهر والاستبداد والظلم،لأجل الأوطان سيستمر نبض قلوبنا حب ووفاء حتى آخر نبض،آخر جرة قلم،لأجل مملكتنا لأجل ترابها وسمائها وبحرها وفضائها لأجل كل نسمة هواء فيها،لأجل كل روح مخلصة تتحرك فيها،لأجل كل حرف خطته أناملنا صغاراً،وخطته أقلامنا كباراً،ونطقت به شفاهنا حالاً،لأجل تقدمنا ورفعتنا وحمايتنا وصوننا والذود عنا،لأجل أن نكون منه وبه وله وإليه مطالبون أينما كنا أن نؤدي اليمين وأن نقسم بالله العظيم أن نكون مخلصين له.
أبناء وطني الحبيب،الإنسان بلا وطن هو بلا هوية بلا ماضٍ بلا مستقبل،وهو إنسان غير موجود فعلياً،تشربت أرواحنا حب الوطن،تشتاق أرواحنا للعودة إليه عند الترحال والسفر،القريب والبعيد مطالبون بكل نسمة هواء منه،للوطن وبالوطن نكون، أطفالاً نشأنا وترعرعنا بين أحضانه وطلاب درسنا وسهرنا ونجحنا وكبرنا،وموظفين عاملين أينما كنا،حملنا أمانة العمل ورفعة وتقدم الوطن بإخلاص وإجتهاد وإخلاص أمام الله في أقوالنا وافعالنا.
أبناء وطني الحبيب أرجوكم وفي الرجاء التمني،،أعلم وكلّي علم ويقين إن ما يحدث ليس من أجل المال وإنما من أجل العزة والكرامة والشعور بالإنتماء والهوية،لكن علينا الآن في ظل هذه الظروف الصعبة علينا جميعاً ان نتكاتف معاً.
أرجوكم لنقف مع وطننا الحبيب كالجسد الواحد،جميعنا نطالب بالحرية والعز والكرامة لأنه تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا،لنقف مع وطننا الحبيب الذي نتغنى ونفاخر به حد السماء أمام الأمم.. سنتجاوز هذه المحنة و نعود أقوى بإذن الله..