04-08-2020 11:54 AM
بقلم : عطا المناصير
مهما أوتيت من البلاغة والبديع فانك لن تستطيع ان تنقل بقلمك ما يخالج فكرك ولكن عندما ترى ما يجعلك تعتصر الما فانه لا بد ان تلجأ للتعبير فالكلمة لها وقع بل ان البعض ـ وانتم منهم باذن الله ـ يدخل الى ما بين السطور ليصل المعنى الحقيقي الذي يرمي اليه الكاتب.
واليوم وانا انقل ما قدر لي ان اتجول قبل ليلتين قبيل الفجر ما بين الساعة الثانية والرابعة صباحا في منطقة مرج الحمام الذي نسكن ، فلقد وجدت نفسي وكأني في عالم غير العالم وفي بلاد غير البلاد ، مناظر تجعلك تتألم من الناصية الى الكاحل ولسان حالك يقول اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون.
شباب بعمر الزهور " هذه الفئة اقدرها بين 18 و 26 سنة " يفترشون جوانب الطرق في كل أماكن مرج الحمام من اسكان نويران الى اسكان عالية وطريق ام عبهرة ودخلة الاسلامي" هذه الدخلة مشبوهة" الى شارع الامير الى نادي مرج الحمام الرياضي ناهيك عن طريق الظهير ، يبقون الى الصباح حتى ان المؤذن لا يثير انتباههم بان الصبح لاح ولسان حالهم يقول :
الا يا ليل هل لك من صباح ... وهل لأسير نجمك من سراح
طائفة تلجأ للمخدرات التي انتشرت كالهشيم بكل انواعها ومنها القاتل وطائفة تعاقر الخمور والتي أصبحت في متناول الشباب " في مرج الحمام 7 خمارات تفتك زجاجاتها ببطون شبابنا وقوم الطف اتخذو جلسة الأرجيلة هذه العادة السيئة التي انتشرت بين الرجال والنساء وطائفة تفعط بالسيارات وتطلق العنان لاصوات الموسيقى (مزامير الشيطان) ولا يحلو لها السماع داخل السيارة انما لازم يسمع المارة والنائم في حلمه التاسع يزعجون ويلاجظون لا قيم ولا اخلاق ولا رادع ولا تربية يصدق فيهم قول الشاعر :
قوم لئام أقل الله خيرهم .. كما تناثر خلف الراكب البعر.
انني وانا ارقب واشاهد واتألم اعيش فترة ارى فيها الفوضى تعم المجتمع وكأن هذه الشريحة من الشباب التي اشرت اليها هي المقصودة
بالتخريب لا اخلاق لا دين لا رادع لا احترام، ونحن نعرف أن من خطط الأعداء لتدمير أي مجتمع هو القضاء على الشباب وتخريب المراة وهذا هو الحاصل.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ونحن نعترف اننا نعيش ثورة اتصالات عارمة : الا تستطيع الحكومة ان تقضي على المخدرات وهي تملك كل الوسائل المتاحة ؟ بل الا تستطيع الحكومة ان تمنع انتاج وبيع الخمور لشبابنا الذي انهكت جسمة وبان على عيونه اثار المشروبات الغازية المضرة ؟ الا تستطيع الحكومة ان تلزم المرأة باللباس المحتشم .. الخ
وبما ان الحكومة هي صاحبة الولاية " كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته " ولا بد ان نشتكي اليها ونحن نتالم ونرى شبابنا بقية شباب ليتم تدارك الامر ولسان حالنا بين باك ملء عينيه ومسترجع عاض على يديه، آن للحكومة ولكل من له الأمر ان كان يهمه أمرنا ان يقف معنا كطبيب يسهر على راحة مريض مصاب بداء مزمن عضال.
ان ربط الأمة وخاصة الشباب بدينها وخالقها هو السبيل الوحيد لحياة المجتمع من جديد حتى نتقدم ويصبح شبابنا منتج ، فليس دور الحكومة البحث عن الضرائب فقط انما اعادة الأمة لدينها ورسم خارطة طريق للدعوة والولاية للشرع الحنيف وأقلها ان نبدأ الآن بل ولا نقنط لان الله على كل شئ قدير.
كلمات نابعة من قلب شخص يتالم بأمثالها نطمئن على مستقبل موعود لهذا البلد والذي يصر اصحاب الافكار المستوردة على فتح دماغ هذه الامة لتخريب كل ماهو طيب وجميل مخزن في ذاكرتها لكن هيهات هيهات .. جواب واحد ووحيد هو العودة الى شرع الله وتربية أولادنا عليه وربطهم بدينهم عندئذ نكون قد وضعنا القدم على الركاب لاحقاق الحق وازهاق كل باطل بحول الله تعالى.
ربي أعني أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء وأن لا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء
ارجو الله ان تكون كلماتي كالشجرة الطبية تؤتي أكلها رسالة محب لا يريد الا وجه الله والله على ما أقول وكيل اللهم احفظ هذا البلد وسائر بلاد المسلمين بحفظك هذا ما سمح به المقام ولكل مقام مقال.
عطا المناصير.ام عبهرة 4/8/2020