05-08-2020 08:01 PM
بقلم : د. دانييلا القرعان
هل كارثة بيروت إنفجار أم هجوم مدبر؟
مَن ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضراوين؟
من شطبَ وجهَكِ بالسكين؟
مَن سمّم ماء البحر؟ ورشّ الحقدَ على الشُطآن الوردية؟
قومي يا حبيبتي يا بيروت!!
قومي من تحت الردمْ.. قومي من تحت هذا الحُزن..
"إنفجار مرفأ بيروت 2020"، حدث مأساوي تفطرت قلوبنا وضمائرنا على سماعه ومشاهدته،جعلتنا نبكي بصوتٍ واحد وألمٍ واحد وقلبٍ واحد،قلوبنا ومشاعرنا تتجه الآن نحو أشقائنا اللبنانيين مع ما حدث معهم من كارثة تُعد الاقوى والأعنف، "إنفجار مرفأ بيروت 2020"يُعد هذا الإنفجار الأعظم الذي مرَّ على لبنان ولم يعهده اللبنانيون حتى في خضم الحرب الأهلية اللبنانية وعمليات القصف الجوي الإسرائيلية على لبنان عام 1982،وما يؤكد لنا أن هذا الإنفجار هو الأعظم والاعنف في تاريخ لبنان أنه قد سُمِع صوت الإنفجار في إسرائيل وسوريا وفي قبرص التي تبعد 240كم عن لبنان وهذا يؤكد على شدة هذا الحادث المأساوي،ومؤشر آخر يدل على عنفه وقوته تأكيد مرصد الزلزال الأردني أن شدة إنفجار بيروت يعادل طاقة زلزال بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر، وسجلت محطات رصد الزلزال الأردنية الإنفجار عند الساعة 18:08 مساء يوم الثلاثاء واصفاً الطاقة المتحررة من الإنفجار بأنها قوية جداً.
إنفجار مرفأ بيروت 2020 هو إنفجار ضخم وحدث على مرحلتين في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت في عصر 4/ أغسطس/آب 2020، نتج عنه سحابة دخانية كبرى تشبه سحابة عيش الغراب، وأدى إلى أضرار كبيرة في المرفأ، وتهشيم الواجهات الزجاجية والمباني والمنازل في معظم أحياء العاصمة اللبنانية بيروت،وعدد الجرحى كبير لا يعد ولا يحصى، ومقتل أكثر من 78 شخص إلى هذه اللحظة،وإصابة أكثر من 4000 آخرين،وأعداد المفقودين كبير جداً.
امتدت الأضرار إلى آلاف المنازل على بعد كيلومترات من موقع الإنفجار،وبحسب التحقيقات الأولية ولا أريد أن أجزم بأن هذا الإنفجار هو عمل ارهابي أم غير متعمد،لكن التحقيقات الأولية تفيد بأن مواد شديدة الإنفجار كانت مخزنة في المرفأ منذ أكثر من ست سنوات وليس كما اشيع في الإعلام عن وجود مفرقعات أو اسلحة،وتم الإعلان عن بيروت "مدينة منكوبة" وتم وصف الإنفجار بأنه أشبه بالقصف الذري على هيروشيما وناجازاكي،وتم الإعلان يوم الاربعاء 5/أغسطس/آب 2020 يوم حداد وطني في لبنان، وتم إعلان حالة الطوارئ فيها.
"لا يمكن استبياق التحقيقات"،هنالك الكثير من التصريحات كشفت أن منطقة إنفجار بيروت كان فيها مواد شديدة الإنفجار وليس متفجرات أو اسلحة كما تم تداوله، وفي ظل هذه المرحلة لا يمكن التكهن بسبب الإنفجار الذي هزَّ العاصمة بيروت، وحسب التقارير الأولوية تشير إلى أن المواد شديدة الإنفجار قد انفجرت وأن مادة النترات هي سبب الإنفجار والله واعلم..
"الأضرار والخسائر"،يا وجعي عليكِ يا بيروت... عدد الجرحى كبير لا يُحصى ولا يزال الكثير من المصابين محاصرين في المنازل وداخل منطقة الإنفجار،وعدد القتلى تجاوز 100 قتيل حسب آخر تقرير،وإصابات ما لا يقل عن 4000 آخرين،ونتج عن الإنفجار أيضا انهيار مقر صحيفة ديلي ستار اللبنانية،ومقر حزب الكتائب، وتوفي الأمين العام للحزب وأصيب كمال حايك رئيس شركة كهرباء لبنان بإصابات حرجة،وبدأ المواطنين بالتبرع بالدم، وتم دعوة كل الأطباء للإلتحاق بالمراكز الصحية ؛للتقليل الضغط على الكوادر الطبية.
أما فيما يتعلق بالخسائر، أظهرت اللقطات سيارات مقلوبة رأساً على عقب، ومبانٍ بواجهات فولاذية مجردة من واجهاتها ودمر الإنفجار منازل تقع على بعد 10 كليومترات من المرفأ،وتم استخدام المروحيات لإطفاء الحرائق الناتجة عن الإنفجار ودُمرّت ثاني أكبر رافعة للحبوب في المدينة؛مما أدى إلى تفاقم حدّة نقص الغذاء التي نتجت عن جائحة كورونا وهي الأزمة المالية التي تقصف لبنان،وحذرت سفارة أمريكا في بيروت من الغازات السامة التي أطلقها الإنفجار.
من جانب آخر دُمرّت 3 مستشفيات في بيروت بالكامل،وتعرض مستشفيان آخران للأضرار، ولم تتمكن المستشفيات من استقبال العشرات من الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات القريبة بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفيات واضطر مستشفى سانت جورج الذي يقع على بعد أقل من كيلومتر واحد من الإنفجار إلى علاج المصابين في الشارع؛بسبب الأضرار البالغة التي لحقت بالمنشأة الطبية وتعرضت سفارات كثيرة في بيروت وحولها بتعرض مبانيها إلى درجات متفاوتة من الأضرار،إذ أصيبت كل من سفارات أستراليا وفنلندا قبرص الواقعات في منطقة قريبة من الإنفجار بإضرار جسيمة،وأفادت سفارة كورية الجنوبية الواقعة على مسافة من موقع الإنفجار بحدوث أضرار طفيفة في نافذتين من النوافذ الداخلية لمبنى السفارة.
وأصيب أيضا في الإنفجار عدد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتواجدين في لبنان ضمن قوات اليونيفيل، بالإضافة إلى ذلك تعرضت إحدى سفن القوات البحرية التابعة للبعثة للأضرار.
"عمليات الإغاثة"، تم إرسال سيارات إسعاف متوفرة في شمال لبنان والبقاع والجنوب إلى بيروت؛ لمساعدة المصابين واستخدمت المروحيات لإطفاء الحريق الكبير،ولم يتمكن عشرات الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات قريبة من دخولها بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفيات وهذا ما جاء به الصليب الأحمر اللبناني.
أما جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان أعلنت حالة الطوارئ في منشآتها ومركباتها وكوادرها الموجودة في بيروت لدعم جهود طاقم الصليب الأحمر اللبناني،واستقبل مستشفيا حيفا والهمشري عشرات المصابين،وأطلقت الجمعية حملة التبرع بالدم في بيروت،كما وضع الدفاع المدني الفلسطيني في لبنان إمكاناته وطواقمه كافة تحت تصرف الحكومة اللبنانية من متطوعيه في مخيمات البرج الشمالي وشاتيلا وبرج البراجنة وعين الحلوة وبلغ عددهم أكثر من 350 متطوعاً.
"هل كارثة بيروت إنفجار أم هجوم مدبر ؟ إنفجار مرفأ بيروت 2020"، هزّت سلسة من الانفجارات الضخمة مرفأ بيروت أمس الثلاثاء وأودت بحياة ما لا يقل عن 100 شخص وجرح نحو 4000 آلاف آخرين في العاصمة، في حين لم يتم تحديد سبب الإنفجار، إلى أن التقييمات الأولية وفقاً لمسؤولين في الاستخبارات الأمريكية أشاروا إلى أن الكارثة كارثة عرضية،ومع ذلك لم يستبعد البعض المزيد من الأصول الشريرة المتعلقة بما كان يجري في الميناء الحساس وما كان يجري تخزينه هنالك.
وقالت مصادر متعددة أن معظم العمليات في الميناء كانت تحت سيطرة غير رسمية لحزب الله،وظهرت مؤشرات على اندفاع حريق في مستودع المتفجرات داخل المنشأة،كما أشارت عدة مصادر إلى عمليات الجريمة المنظمة داخل الميناء الذي يسيطر عليه حزب الله في المقام الأول،وأن الإنفجار قد يكون شمل حلويات متعددة لكنه ليس له علاقة بالإرهاب.
وأشار مصدر استخباراتي آخر احتمالاً بتخزين الألعاب النارية والبنزين والأسلحة معاً،والإنفجار وقع رسمياً في مستودع الألعاب النارية.
واستناداً لتحليل الفيديو للتفجيرات،فقد وقعت انفجارات صغيرة قبل الإنفجار الثاني مباشرة وهو الأكبر،وتشير الاختلافات في اللون أيضا إلى وجود ألعاب نارية لكن لم يستبعد وجود أسلحة ومواد محتملة أخرى في المنطقة المجاورة أيضا،وهنالك بعض التكهنات حول شحنات الأسلحة التي تم تسليمها أو تخزينها داخل هذا القطاع من المرفأ، لكن لم يتم التأكد منها،إضافة إلى الرواية الغامضة أن الحاوية هي مصدر الحريق الأول للانفجار،وكانت تضم مواد شديدة الإنفجار بما في ذلك النترات،ومن الملاحظ أن الإنفجار لم يكن نتيجة لضربة عسكرية وإنما لعدم الكفاءة... لكن التوترات المستمرة توضح أن الانفجارات في المستقبل قد تكون لشيء أكثر تعمداً، ونلاحظ أن الأزمة المالية في لبنان عميقة لدرجة انها ستتطلب ما يقدر ب 93 مليار دولار للتخفيف من حدوثها،وفي الساعات التي سبقت الإنفجار كانت تتصارع أعداد كبيرة من المتظاهرين المناهضين للحكومة مع قوات الأمن خارج وزارة الطاقة تزامنا مع تفاقم المشاكل الاقتصادية للمواطنين،ويذكر أن مأساة الثلاثاء وقعت قبل 3 أيام فقط من صدور قرار المحكمة الدولية فيما يتعلق بإغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005 والذي اتهم 4 من اعضاء حزب الله بتنفيذ مؤامرة اغتياله.
"ما هي نترات الأمونيوم التي كانت السبب الإنفجار الهائل في بيروت ؟ وما هي آثارها على الانسان؟ "
أثار الإنفجار الزلزالي الذي هزَّ العاصمة اللبنانية بيروت مساء الثلاثاء مخلّفاً عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودماراً واسعاً طال مرفأ بيروت واجزاءها وكانت هنالك تساؤلات عن طبيعة المادة التي تسببت بهذه الكارثة عقب كشف المسؤولين اللبنانيين في تصريحاتهم على أن الإنفجار نجم بسبب شحنة من مواد نترات الامونيوم تقدّر بنحو 5750 طناً،موجودة منذ 6 سنوات في مستودع من دون إجراءات وقائية.
فما هذه المادة؟ وما آثارها الصحية؟
نترات الأمونيوم "Ammonium nitrate" هي مادة كيمائية متاحة تجارياً بشكل مادة صلبة بلورية عديمة اللون تستخدم في عدة أغراض؛وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب بالولايات المتحدة،والصيغة الجزئية لنترات الامونيوم هي NH4No3 وهي قابلة للذوبان في الماء، ولا تحترق بسهولة ولكنها تحترق بشكل أسهل اذا كانت ملوثة بمواد قابلة للإشتعال،وعند احتراقها فإن مادة نترات الامونيوم ننتج اناشيد النيتروجين السامة،وتستخدم نترات الامونيوم في صنع الأسمدة والمتفجرات وإنتاج المضادات الحيوية،وتدخل أيضا في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.
الآثار الصحية،استنشاق نترات الامونيوم قد يسبب تهيج في الجهاز التنفسي وقد تشمل الأعراض السعال والتهاب الحلق ضيق التنفس وفي درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن يتسبب التعرض لمنتجات تحلل اكاسيد النيتروجين السامة بسرعة في حدوث مشاكل تنفسية حادة، وابتلاع نترات الامونيوم الدوخة ألم البطن القيء الإسهال الدموي الضعف التشنجات ملامسة الجلد تهيج الجلد الاحمرار الحكة ملامسة العينين.
لبنان تعيش أقوى كارثة حلت بها،، تم الإعلان انها كارثة وتم إعلان الحداد الوطني، وتم إعلان أن ما حدث فيها أشبه بهيروشيما وناجازاكي،حجم الخسائر كبيرة،بيروت تستغيث،ويجب انتظار التحقيقات النهائية وعدم التسرع في الاستنتاجات،وليس ممن يذهبون لنظرية المؤامرة لكن لصالح من أتت تلك المواد القابلة للتفجير؟ ولماذا بقيت هذه المواد كل هذه المدة في المرفأ؟
ستبقين في القلب يا بيروت مهما حيينا... لكِ الله ينصرك ويثبت أقدامك...