11-08-2020 10:11 AM
بقلم : عطا المناصير
تعريف الديمقراطية بأنها حكم الشعب مصطلح مطاطي ومموه ذلك ان الشعب من الصعب المستحيل ان يحكم نفسه بنفسه وهذا يظهر من خلال تطبيق اصحاب المصطلح لنظريتهم ذاتها يقول الفيلسوف الفرنسي مونتسيكيو في كتابه روح القوانين وهو من نظر لهذه النظرية بكل تجلياتها بعد ظهور مصطلح الدولة في أوروبا في القرن السابع عشر : الديمقراطية هي حكم الشعب بالشعب لمصلحة الشعب" وحيث لا يتسع مقالي لمنقاشة الفكرة من الاساس بعد ان مضى عليها قرون وأثبت التطبيق والتاريخ خطأها ، الا انني اركز على تطبيقها ونقلها بحذافيرها لدى بلاد المسلمين فيما اختصر بتسمية التمثيل النيابي : والفكرة باختصار ان الشعب اذا اراد ان يحكم نفسه بنفسة فانه من الاستحالة ان يستطيع ذلك مما يستدعي ان تقسم الدولة / الدوله بالمصطلح الحديث الى أقاليم او ولايات او قل دوائر كل دائرة تنتخب بالانتخاب الحر المباشر من يمثلها في هذا المجلس والمجموع يجتمع ويقرر للدولة قوانينها وانظمتها بل وشؤون حياتها وهذا ما يسمى بتسميات مختلفة ففرنسا تسمية الجمعية الوطنية وروسيا تسميه الدوما والاردن يسميه مجلس النواب .. الخ
وبعد هذه التوطئة لا بد من الاشارة الى أن المبدأ أعلاه يخالف مخالفة جد صريحة لقواعد الشرع الدين الحنيف فالمسلمون يختارون الخليفة والذي يمثلهم بالبيعة ويبقى خليفة طالما طبق أحكام الشرع وحفظ بيضتهم وقد طبق رسول الله صلى الله احكام الولاية واقام حكم الله الى ان التحق بالرفيق الأعلى دون ان يحدد من يتولى الأمر بعده ثم قام المسلمون واختاروا في سقيفة بني ساعدة ابو بكر وهكذا استمرت الولاية بالاختيار وبقي الخليفة الى ان يموت او يقتل وكانت أفضل نموذج القرون الثلاثة المفضلة.
باختصار واعتصار ومع وسائل التقدم والاتصالات الحديثة أصبح من يملك المال هو من يستطيع شراء الذمم /الاصوات ويصل وغالبا هذا ما يكون فاسدا ولانه نشأ من فساد فان ما يهمه مصلحته الشخصية وهم بالغالب تجار واصحاب مصالح وبالتالي التشريعات االتي تشرع من قبلهم هي موجهة وفي مصلحتهم مما يعني ان التمثيل النيابي حسب المبدا أعلاه ـ وبالفرض الساقط الذي لا نسلم به ـ لم يكن تمثيلا صحيحا وهذا يؤدي الى ان من يشترك بالانتخاب لايصال مثل هؤلا الفاسدين هو يؤثم والشواهد على ذلك اكثر مما ان يشار اليها.
اذا ما الحل في ظل هذا الظروف حيث المسلم أمام مرحلة يطلب منه فيها المشاركة بالتخجيل وبالاحراج وبالقرابات وبالمال الخ .. وحيث أنك لا تستطيع التغيير ولا تملك وسائل التغير فلا يوجد امامك الا النصيحة أولا " حديث الدين النصيحة..." عندئذ لا تشارك في هذه االمهزلة لان مشاركتك فيها يترتب عليه الأثم والحرام واذا كنت على ثغر من ثغر الاسلام فلا يؤتين من قبلك.
للوضوح وعلى الواقع أنت لا تستطيع ان تكون مثل بعض الاسماء التي وصلت وحاولت وصرخت وصرحت وتشاجرت الا انها لم تغير ولم تقدم ولم تؤخر، وقد مر ما مر فالحكومة تستطيع ان تعمل كي شئ ولا اكون ظالما ان قلت ان ثلثي من يمثل الشعب تستطيع الحكومة شراء ذممهم وتوجهيهم بطريقة ديمقراطية كما يقولون : هل استطاع هؤلا النواب :
_ ان يعدلوا النظام الداخلي لمخاطبة رئيس الوزراء او الوزير مباشرة الا من خلال رئيس المجلس الذي وضع لاسكاتهم.
_ هل استطاعوا ايقاف قانون ضريبة الدخل الذي
أتى على ارزاق الناس.
_ هل استطاع النواب تشريع قانون لتحريم وصناعة الخمور في الاردن
_ هل يستطيعون فرض الحجاب في المدارس والشوارع ومنع الاختلاط
_ هل استطاعوا او يستطيعوا الغاء الضريبة الشهرية على فاتورة كل مواطن مسكين تلفزيون ونفايات وفلس ريف الخ
_ وهل وصلنا او ناقشنا القضاء على البطالة وتقليل حجم خط الفقر في بلدنا
_ وهل وهل اسئلة كثيرة لا يملك احدنا الاجابة عليها لان اجابتها لدى مجهول؟
فلا تكن جسرا يعبر من فوقك من لا يتقى الله فينا وفي بلدنا وكما يقال لست بالخب ولا الخب يخدعنا
واخيرا لا نملك الا الدعاء بأن يحفظ الله لنا هذا الوطن الذي تكمن فيه وبأهله كل الخيرات بل نسأل الله أن يحفظه بحفظه .. وصايا من باب النصيحة انصح بها نفسي وأخواني لعلها تلق آذانا صاغية نصحت ونحن مختلفون دارا ... ولكن كلنا في الهم شرق ....لأقول أخيرا : هل يتعضون؟
عمان 11/8/2020
عطا المناصر