13-08-2020 08:16 AM
بقلم : الدكتور رافع البطاينه
لاحظنا جميعا أن الأردن تعرض في الفترة الأخيرة إلى أحداث وقضايا متتالية، إما بشكل يومي أو بشكل أسبوعي، فبعد أربعة أشهر من التعامل مع جائحة كورونا بكل احترافية ونجاح غير مسبوق وحل كافة تبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والتعليمية والخروج منها بأقل الخسائر، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها بكل تفاؤل وإيجابية، لنتفاجأ بأزمة المعلمين تداهمنا دون سابق إنذار وما رافقها من اعتصامات وشوشىرات وإشغال لأجهزة الدولة بكل مكوناتها وأهمها الأجهزة الأمنية في التعامل معها، لنفرح بعدها بخبر إيجابي كان يتمناه ويطالب به معظم مكونات الشعب الأردني ألا وهو صدور الإرادة الملكية السامية بإجراء الانتخابات النيابية إلتزاما بالاستحقاق الدستوري، وتبدأ الهيئة المستقلة للانتخابات بالتحضير بشكل مكثف لإجراء الانتخابات ، ولم تكن الفرحة لتكتمل حتى صدمنا ببدء عودة إصابات كورونا المحلية بشكل تصاعدي تدريجيا، كل هذه القضايا المتلاحقة لم تثني عزيمة الحكومة ولا الشعب الأردني على مواجهة كل هذه التحديات بكل شجاعة وصلابة وعزم لا يلين، وهذا العزم والإرادة مستمد من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الذي كان سندا وداعما قويا بفضل متابعته الشخصية لكل سياسات الدولة، وتوجيهاته السامية بإيلاء صحة المواطنين وسلامتهم أولوية قصوى فوق كل اعتبار، وعلى الرغم من إنشغال الأردن بقضاياه الداخلية إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يمارس دوره الإنساني وأن يكون سباقا في نجدة أشقائنا الشعب اللبناني للفاجعة الأليمة التي تعرض لها بسرعة إرسال مستشفى ميداني ومساعدات إغاثة إنسانية خلال أربع وعشرين ساعة وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية كعادة الهاشميين دائما بالوقوف إلى جانب الأشقاء العرب وكل طالب مساعدة، لقد أثبت الأردنيين جميعا قيادة وحكومة وشعبا أنهم على قدر أهل العزم بكل جدارة وتفوق، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.