13-08-2020 09:30 AM
بقلم : أحمد جميل شاكر
يستحق صندوق المعونة الوطنية الثناء الملكي على جهوده الكبيرة خلال الازمة الحالية، ويستحق ايضا ان يكون محط انظار المؤسسات والهيئات الدولية والعالمية العاملة في مجال الحماية الاجتماعية على مستوى العالم.
تجارب الصندوق خلال السنوات الاخيرة في بناء وتنفيذ افضل انظمة الحماية الاجتماعية على مستوى العالم مكنه من الوصول لهذا المستوى الرفيع عالميا وهذه النقلة النوعية في مستوى الاداء كانت من اهم العوامل التي مكنت الحكومة من النجاح الباهر في تحقيق الحد الادنى من الاستقرار الاقتصادي لمئات الالوف من الاسر الاردنية التي تضررت خلال الازمة والتي سببتها جائحة كورونا وتأمين الحماية الاجتماعية لملايين المواطنين طيلة فترة هذه الازمة، حتى أن صندوق المعونة غدا نموذجاً عالميا يحتذى وقبلة للمؤسسات الدولية المعنية بالإغاثة وسرعة تقديم الدعم للاسر المحتاجة في اوقات الأزمات والطوارئ بعد النجاح الباهر الذي حققته بادارة ازمة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا على الاسر الاردنية المحتاجة من حيث الية اتخاذ القرارات والتخطيط والاتصال والتواصل واداراة البيانات والمعلومات وتوزيعها على جميع الجهات المعنية في الدولة بسرعة قياسية.
نقول هذا الكلام بعد أن تعرفنا عن قرب على عمل الصندوق واليات عمله الجديدة وحجم التكنولوجيا الهائلة التي يعتمد عليها الان في عمله وذلك بعد ان نفض عنه غبار الماضي وانطلق نحو المستقبل بخطوات علمية وعملية مدروسة لإيصال الدعم والمساعدات المالية الى مستحقيها من الاسر الاردنية المحتاجة والفقيرة على امتداد مساحة المملكة بافضل واحدث الطرق والوسائل والتي تفوق بها على كثير من دول العالم التي تصنف بامكاناتها العالية.
لم يكن أمرأ هينا أن يقوم الصندوق بالاستجابة السريعة لتداعيات الازمة وإيصال الدعم المالي لاكثر من ربع مليون اسرة اردنية من اسر عمال المياومة الذين انقطعت بهم سبل العيش خلال جائحة الكورونا عبر مراكز الدعم والمساندة التي استحدثها الصندوق وباستخدام افضل انظمة البرامج والتطبيقات الذكية التي وصل اليها العالم والتي جند الصندوق لها العشرات من الموظفين لإرشاد وتوعية المستفيدين بطريقة استخدامها وبما يسهل على الاسر المحتاجة الحصول على الدعم وهي في بيوتها دون تحمل عناء مراجعة مراكز وفروع الصندوق، يضاف الى هذا العدد مثيله من الاسر الفقيرة المنتفعة من برامج الصندوق والتي تم ايصال مستحقاتها الشهرية لبيوتها خلال فترة الازمة وفي مشهد وطني استثنائي بامتياز يبرهن على المستوى الذي وصلت اليه هذه المؤسسة.
يملك الصندوق الان اكبر انظمة الدفع الالكتروني في المملكة، كما يملك بيانات السجل الوطني الموحد والذي يحتوي على جميع البيانات المتاحة في الدولة عن الاسر الاردنية والتي كانت مرجعا لمعظم مؤسسات الدولة اثناء ازمة كورونا ولم يكن من السهل وخلال أسابيع الحظر ومنع التجول ان تصل المساعدات وبشكل سريع الى مئات الألاف من المواطنين وفي بيوتهم لولا همة الشباب في الصندوق والمتطوعين الذين هبوا أيضاً لايصال الأدوية المزمنة الى مستحقيها في بيوتهم.
صندوق المعونة الوطنية يجسد حالياً طموحات القيادة في الانتقال الى صيغة أخرى من بناء البرامج الموجهة للتخفيف من حدة الفقر والبطالة لـيس بالدعم المالي فقط ولكن عن طريق تدريب وتأهيل وتشغيل أفراد الأسر المنتفعة من الصندوق وخلق فرص عمل لهم بالتشارك مع مختلف الجهات.
وفي النهاية لا غرابة ان توكل الحكومة للصندوق القيام بتنفيذ جميع البرامج الوطنية للحماية الاجتماعية على ضخامتها سواء برنامج دعم الخبز او دعم عمال المياومة بالاضافة الى البرامج الكبيرة التي تدخل ضمن اختصاصات عمل الصندوق.
صندوق المعونة الوطنية الان هو صمام الأمان الوطني في تحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للفئات الأكثر ضعفاً وهشاشة في المجتمع الأردني، وهذا الأمر يتطلب تقديم المزيد من الدعم الحكومي ومن الشركات ومؤسسات المجتمع المدني له بعد ان أصبح الصندوق مؤهلاً لأن يكون الجهة الوحيدة التي تعرف من يستحق للدعم الحكومي وغير الحكومي؛ لانها تمتلك المعلومة الصحيحة والموثوقة ودون تدخل من أحد.
نجاح باهر لصندوق المعونة الوطنية بعد ان فضحت ازمة كورنا منظومة الحماية الاجتماعية على مستوى العالم.