بقلم : يوسف رجا الرفاعي

الصدمة الاولى فيها الحقيقة كلها
الصدمة الاولى تاتي بلا تضليل
هذا التفجير الشبيه بالنووي المدروس بعناية ودقة فائفه اذا لم يكن مؤامره ، فعلينا ان نصدق انه نتج عن ارتفاع درجة الحراره الى ٣٧ ، وعلينا ان نُصدق انه نتج عن عقب سيجارةٍ القاها شابٌ بالعشرين ، وعلينا ان نصدق ان شَبْكَ سِلكين على بطارية ١٢ فولط سببت هذا التفجير ، وعلينا ان نصدق ان التفجير كان بفعل فُتيشةِ طفلٍ صغير .
لم يكن هؤلاء الذين التَقَطَت صورهم كاميرات جوالات اصحابهم او جوالات المارَّه الغير مفلتره ، لم يكونوا ينظروا الى السماء ليشاهدوا عربة سانتا كلوز التي تجرها الغزلان وهي تعبر سماء لبنان ،
ولم يكونوا يرقبوا رؤية هلال شهر رمضان، ولم يكونوا يحتفلوا بيوم الطبيعة او النوروز ،
كل هؤلاء شهود عيان ، ومعهم الدليل والبرهان ، وبعد هذا المشهد مباشرةً ثار البركان ، وتمَّ تدميرُ لبنان ،
بسطاء جداً وببراءة جداً وبلا تحضير التقط هؤلاء الصادقون صورًا وشاهدوا بأُم العين ما حدث فوق سماء الميناء ، أُجريت مقابلات عفويه عاجله وعابره مع هؤلاء بعد الصدمة مباشرة وبلا رتوش فاخبروا وأقسموا انهم رأوا بكل وضوح الطائرة التي اطلقت الصاروخ ، والشهود هؤلاء بالعشرات وربما بالمئات ،
وبالسرعة التي تم فيها التفجير تم وبسرعة ايضاً التعميم بحرف البوصلة والسير بالاتجاه المعاكس لسبب التفجير ، وتم استخدام الاعلام العربي وبمقدمته الاعلام الموصوف بالرأي والرأي الآخر ليكون قائداً لأوركسترا الاعلام العربي كله الصغير منه والكبير في التعمية وطمس الحقيقة والتضليل ،
رئيس لبنان في كلمة قصيرة له قال ربما يكون الانفجار بواسطة طائره وانه طلب من الرئيس الفرنسي صورًا جويه ، ثمَّ بالأمس اعادها مبهمه ، رُبَما كان هناك بالجوّ"شئ"كما يقول .
لم يظهر على شاشات الاعلام العربي الكبرى شاهد واحد من شهود العيان ، وذهبوا يبحثون عن محللين وعن خبراء في الاسمدة المتفجرة او القابلة للانفجار ، والحقيقة، موجودة بكاميراتهم واقمارهم وجيوبهم ،
كل الشهود كاذبون لذا فهم مُستَبعَدون ،
هذا الاعلام يذهب الى جزيرة سقطرى ويجري مقابلة مع شاب فوق صخرة من على جبل لا يُعرَف له طريق ليأتوا به شاهدا على اطلاق احدهم لرصاصة من مسدس على هدفٍ سراب ، ولكنه لم يستطع ان يأتي بشاهد واحد من شهود العيان وهم كثر ويملأون المكان ، لماذا يا اصحاب الاتجاهات ،،،؟
وسؤالنا البريء لمصلحة مَن كل هذا التضليل
زيارة ماكرون السريعه ! ألا تقبل التأويل ؟
وهل ما جرى بالأمس من حدث تاريخي ! هل يُعتبَر تضليل !!!
وهل خروج سَيّد لبنان بالأمس نافيًا انه لا يستطيع السيطرة على كل لبنان التي أحتلها بالأمس القريب بساعتات ،نوع من التضليل!!
اذا لم يكن سد النهضه مؤامره فعلينا ان نصدق ان مياه الامطار وغزارتها تملأ السد ، وان انحباس المطر يؤدي الى جفاف النهر ، ويؤدي حتماً لدمار مصر ،
اذا لم يكن احتلال العراق مؤامره ، فعلينا ان نصدق ان العراق كان يمتلك أسلحة نوويه تفوق الدول النووية العظمى ، وكان عنده مدفع عملاق يستطيع قصف اوروبا وأمريكا معاً، وعلينا ان نصدق ان العراق كان يخطط لاحتلال العالم اجمع،
اذا لم يكن تدمير اليمن مؤامره ، فعلينا ان نصدق ان ميليشيا اعداد افرادها بالعشرات هم من فعل هذا باليمن ومزقها شرَّ مُمَزَّق
وان هؤلاء كانوا يخططون لاحتلال جزيرة العرب من اولها الى آخرها،
اذا لم يكن ما يجري في سوريا وليبيا من حرق للبلاد وتشريد وقتل للعباد مؤامره ، فعلينا ان نصدق ان حفنة من الجوعى والمقهورين تمردوا على الانظمة واوصلوا اوطانهم للخراب ،
اذا لم تكن كل هذه النكبات وهذا الدمار مؤامره ، فعلينا ان ندرك باليقين ان كلمة ( مؤامرة ) يجب ان تكون رابع المستحيلات ،
وأنها خُرافة كخُرافة "حدوة الحصان"
ويجب شطبها من القاموس .
"العالم العربي منذ أمدٍ طويل جثة هامده
يُفعَلُ بها الأفاعيل ، فهل تستكثرُ عليه هذه المؤامره" ؟؟؟
يوسف رجا الرفاعي