19-08-2020 12:10 PM
بقلم : د. دانييلا القرعان
عندما تقع عليك المصائب، وتترامى عليك الابتلاءات، وتتوالى عليك الأوبئة والأمراض، عندما تستيقظ صباحاً فتدخل في سلسلة من المقارنات بينك وبين السعداء، انظر لما فعلته... وما تفعله... وفكر فيما ستفعله.
تأتي أيام الاختبارات في كل عام.. كأنها رحلةً في أعماق المجهول، تصيبنا بالرعب والخوف والقلق، تُدخلنا في جوٍ من التوتر المحاط بالإكتئاب والخوف من النتيجة، ساعات الخوف تتحول من غيمةٍ سوداء مليئةٍ بالشحنات إلى منظر طبيعي رسمته قبل فترة، وفرشاة الرسم ما تزال في يدي لأضيف لمساتي على لوحتي التي ستكتمل عما قريب ان شاء الله، وأصدق الكلام ذلك الذي تنطقه مشاعرنا، فنحن جيل تعايش وعاش مع العثرات.
نحن الشباب الذين سقاهم بلدنا الأردن في عطشهم، والذين رعاهم في مرضهم، وحضنهم في ضياعهم، لم لا نرد له الجميل؟ لنكن له الطبيب الذي يعيد قلبه نابضاً بالآمال،لنكن له المهندس الذي يعيد ويرّمم ما هرم منه، لنكن له الفلاح الذي يسقي تربته التي أماتتها المحن، لنكن له الجندي الذي يصدّ عنه الأعداء، فلنستيقظ من كابوس اليوم ونغرق في أحلام الغد اللامحدودة.
وطني الأردن اسمع صدى حروفي فهي لك ومنك، نحن جيل رأى في المجنون المنطق، وفي الثورة التحرر، والحياة لا تخلو من المعضلات، ولكن على حياة العظماء ان تكون عميقة، محفورة في جدران رفعت ببقايا الأحلام ورماد الآمال.
حروفي كحروف الكثيرين من قلب وطني بإنتمائه، نابض بحبه لبلده ووطنه،حروفي حروف الإنسان الذي يجتنب الفتن والمنازعات في وقت الأزمات والظروف الطارئة.
لكل مخلوق يدب على الأرض أقل من غد أفضل، ومستقبل أجمل، فإذا ما جعلته الأيام وطعنته السنين والأعوام، وآلمت به الخطوب ومسته الكروب نظر إلى الأمام، وتاقت نفسه للغد، يحدوه أمل في أن ينتقل من الألم إلى الأمل، ومن المحن إلى المنح ومن النقمه إلى النعمة ومن الحسرة إلى المسرة.
نحو غدٍ مشرق، نحو غدٍ أفضل، نحو غدٍ سامي بسمو أحلامنا وأمانينا، نحو غدٍ يشبه انتمائنا الوطني لأردننا،، أبناءنا الطلبة في بلدنا الأردن الحبيب، السواعي المساعدة لبناء وتقدم الأمم، كونوا على قدر المسؤولية، كونوا كم عهدناكم دوما نلتف حول قيادتنا الهاشمية، ونحو بلدنا بعيدا عن الفتن والمنازعات، والشرار الذي يشعل الحرب ويشعل النيران بإطياف بلدنا، لنكن يداً تساند بعضها البعض، لنكن كمثل الجسد الواحد كما جاء الحديث الشريف عن النبي محمد ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
غمة وستزول بإذن الله، نعم ستزول بوعينا وادراكنا بحس المسؤولية، فكما نجحنا في اجتياز هذه الأزمة دعونا ننجح في اجتياز أزمة التعليم، لندرس قليلا، لنتحدى الظروف والمعوقات والتحديات، بل ونتجاوزها ،يدا بيد نحو مستقبل ٍ مشرق نحو غدٍ أفضل.
دمتم بخير