19-08-2020 02:41 PM
بقلم : لوزان عبيدات
اصبحنا نعلم جميعاً أن مرحلة التوجيهي ليس كأي مرحلة اخرى ، بل هي مرحلة تحديد المصير إما البقاء في السنة نفسها والاجتهاد والمثابرة للخروج منها ، أو الخروج منها بشكل سريع والدخول في المرحلة الأصعب وهي مرحلة الجامعة التي من خلال مرحلة التوجيهي والتجميع العام فيها تستطيع تحديد التخصص القادر على دخولة و الاختصاص به.
هذه المرحلة تُملأ بالخوف والرهبة بالتعب والجهد والأرهاق ، بالعزيمة والصبر والمعرفة والانغماس العلمي والتذوق الأدبي كما أنها تنتهي بفرحة بأبتسامه وبفخر ومحبة من الأهل والأقارب ، وخصوصاً عن حصولك على معدل عالً " تسعين فما فوق " فأنك تكون قد أتممت مراحل الفرح كامله مررت بسلالات الفخر كاملة ولكن أصبح التوجيهي اليوم إن لم تحصل على ٩٥ فما فوق تعتبر وكأنك قمت بجريمة كبيرة فعند النظر الى معدل ال ١٠٠ نعم نعم ١٠٠ وفي الأردن ليس في دول الخليج ولا دول العالم الخارج تقول ان معدل ٩٥قليل حتى معدل الـ ٩٨ أصبح لا يُأهلك لدراسة الطب اليوم هل انت قادر على استيعاب ما اقول الأن ؟ اعلم انها صدمة كبيرة ولكن هل هذا كله ذكاء ام ان التساهل الكبير له نتيجه ، اذا كان كله ذكاء فمن الأفضل أن نبدأ بتصنيع اجهزة وادوات لم تفكر بها الصين ، وان كان تساهل اود ان اعرف هذا كله على حساب من ؟ ولأجل من ؟
هل من الممكن أن يقول ٧١ طالب وطالبة في الفرع العلمي بالحصول على معدل ١٠٠ ؟ وهل من الممكن أن يقوم ٧ طلاب من الفرع الأدبي بالحصول ايضاً على معدل ١٠٠؟ ليس فقط هذا فحسب بل هنالك ٩١٢ طالب وطالبة حصلوا على معدل ٩٩ و ٤٤٤٣ حصلوا على معدل ٩٧و ٩٨ و ١٥٣٦٦ حصلوا على ٩٠ فما فوق وهذا كله بالفرع العلمي " الحقل الطبي " ومن دون تفكير ف ٧٠٪ منهم يفكرون بدراسة الطب البشري والكليات الطب الست الموجودة في المملكة لا تزيد طاقتها الاستيعابية عن ١٠٠٠طالب فماذا العمل اليوم ؟ ما الخيارات والحلول المراد فعلها في هذه الأزمة ؟
ان قلنا ان التعليم العالي قادر على مواجهة هذه الأزمة بالطرق التالية أما ان يقوموا بالالتزام بالطاقة الاستيعابية لكليات الطب البشري وهذا يضع الطلبة الحاصلين على معدل ٩٧و ٩٨ خارج تخصص الطب هل هذا يعقل ؟ أو يقوموا بقبول أكثر من الطاقة الاستيعابية لكليات الطب البشري وهذا يشكل ضغط وحمل كبير على كليات الطب وعلى اعضاء الهيئة التدريسية بكل تأكيد ليس ذلك فحسب بل يشكل ضغط على مستقبل طلاب الطب حيث نسبة بطالة الطب اليوم عاليه ومع هذا ما زال الديوان الملكي يضع تخصص الطب في خانة التخصصات المطلوبة لا أدري ما المغزى في ذلك .
كنا نقول على الدكتور محمد ذنيبات أنه من غير فكر كما كنا نطلق علية اسم " بعبع التوجيهي " لم نكن نعلم انه على دراية واضحة بوضع البلد وانه يريد ان يُخرج جيل واعي ذو فكر عالً دون التساهل مع أي أحد ، اليوم نقول انك كنت أعمدة راسخة وقوية واردت المحافظة على مستقبل الأجيال القادمة ولكن لم نفهمك ، " طاب فكرك يا ذنيبات".
لوزان عبيدات .