20-08-2020 08:15 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
كنا في زمن ماضي نشم رائحة فلسطين وقراها من حديث الآباء والأجداد ومن كانت قبلته وشغله الشـاغل ونظرته للحياة من تلك البقعة الطاهرة التي ذكرت في القران الكريم وسيرة رسولنا المبعوث رحمة للعالمين وصحابته وقادة الفتح، لم يكن ينازعها في الحب والشوق أي منازع لهذا وجدت وحفرت في قلوب ابناء الأردن مكاناً خالداً سيـبقى ما دام هذا القلب ينبض ويمدنا بالحياة، بيعنا وتجارتنا وعلاجنا موطنه فلسطين الحبيبة على قلب والدي رحمه الله ومن مثله كانت دروب قرى ومدن فلسطين مرسومة في عقله وكان القلب ينبض بحبها.
فلسطين جوهرة التاج العربي ولن يتغير مكانها او مكانتها رغم كل ما يحاك ضد انسانها وارضها وتاريخها وخطوط خريطتها المرسومة على الحجارة وسيقان الأشجار ودفاتر الصغار، نابلس مدينة الحب الأولى لأبناء الأغوار وخاصة والدي يذهب إليها دون موعد أو تفكير هي محطته الأولى والأخيرة وحديثه المعبق برائحة طيبة أهلها وشموخهم إلى آخر يوم في حياته، رسم لنا دروب القرى في نابلس وأريحا وطولكرم، واسماء ابناء تلك المدن والقرى والمواقف التي يعتز بها من شعب جبار وصامد، كانت القدس درة النقاء العربي والريادة في كل شيء اعتبرها في تلك الأي?م بنظره هي سيدة المدن وسيدة السلام ومنها يكون الدخول إلى العز العربي المتمثل في فلسطين، حديث المساء لا يخلو من قرية فلسـطينية أو عائلة هناك كان له معها موقف سمو وخير ونبل وكانت القدس قبلة المسلمين الأ،ولى وقبلة أبي ايضا الأولى والأخيرة، لا غيرها يكون الحديث لها، يزيد أبي في تناول الذكريات وانه كان يسير الى فلسطين على قدميه في بعض الأحيان، لا يفصلها عن ديارنا في «دير علا» فقط مسافات قليلة تملئ بحديث تملأ بالشوق لديارها وشجرها وناسها.
قصص مجيدة لأبطالها يرويها لنا كما تحدث بها أهلنا في تلك البقعة الطاهرة، عشق بطولة الشهداء الثلاثة عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم ولابد أن يبكي ويحن لثرى تلك الطاهرة في الأرض والسماء، حدثوا أبي واقروا بأن أبطالاً من الجيش الأردني وقادة من ابناء شعبنا كانت أرواحهم وما يمتلكوا لأجل فلسطين وترابها وقبورهم تشهد بذلك على امتداد أرض فلسطين الحبيبة، كان الأردني همه أن تكون فلسطين سيدة هذه الأمة، وانتـشالها ومعاندة الاتفاقيات واللوبيات التي هدفها هدم قيم فلسطين ووجودها المثبت بالكتب السماوية وسيرة رسل الله تعالى?للبشرية، كنا قرب فلسطين وسنبقى إلى أن يرث الله الأرض وما نشاهده من تسخير كل الجهود الرسمية والشعبية للوقوف صفا واحد أمام «صفقة القرن» ومخططات الظم هو ديدن قيادتنا، فلسطين الزيتون والتين وبيارات البرتقال، فلسطين قبلة أهل هذه الأمة للنهوض من جديد أمام الأمم الاخرى.