22-08-2020 08:21 AM
بقلم : علي الشريف
لا شك اننا دخلنا اجواء المرحلة الثانية او الموجة الثانية من وباء الكورونا والتي تبدو انها اشد وطأة بالإصابات عن الاولى وما يثبت ذلك عدد الاصابات التي نراها مؤخرا وفي كل الاماكن .
وسبق هذه الموجه تنبيهات حكومية كثيرة وتكاد تكون يومية بان الوباء لم ينتهي وعلينا ان نلتزم بوسائل السلامة العامة والتباعد و وسط ذلك زادت الحكومة من التنبيه والتهديد بالعودة الى ايام الموجة الاولى التي ارهقت البلاد والعباد ولكن لا حياة لمن تنادي.
اعتقدنا خلال الموجة الاولى ان هناك عادات وتقاليد سوف تتغير ومعتقدات ستنتهي في بلادنا وباننا صرنا ندرك معنى الصحة والخوف عليها وما ان بدأت الحياة تعود لطبيعتها حتى عدنا الى سيرتنا الاولى رغم اوامر الدفاع والغرامات التي لم تطبق ولم تفعل نهائيا الا في البدايات.
بالأمس اصيب مجموعة من لاعبي الفيصلي درة الاردن الرياضية بهذا الوباء وقبله اصيب جمع كبير من موظفي الحدود ولا يكاد يمر يوم الا ونسمع بأعداد تتزايد مما اضطر الحكومة الى اعادة تفعيل امر الدفاع 11 المتعلق بالسلامة العامة فهل التزمنا.
الحقيقة لا زال الالتزام ضعيفا فهناك اشخاص يتكلمون من باب التحريض والتشكيك بكل اجراء حكومي او مطلب حكومي وهناك اشخاص فقط للنسخ واللصق ولا يدركون ماذا ينسخون او يكتبون .
وهناك غيرهم كل همهم ان يشاهدوا مباراة في كرة القدم في كوفي شوب ويتشدقون بان الدول فتحت الملاعب متناسين ان الدول التي فتحت الملاعب تمتلك مئات اضعاف ما نمتلك من امكانيات والبعض يريد ان يقيسنا بألمانيا او اسبانيا في هذا المجال.
وفي كل ما سبق هناك اتهام واحد ووحيد للحكومة بانها سبب عودة تفشي الوباء وبانها سمحت بعودته من بوابة الحدود مطالبين بأغلاق الحدود وهم انفسهم الذين كانوا يطالبون بفتحها ايام الاغلاق ونفسهم الذين يطالبون بفتح المطارات وحين تفتح سيطالبون بإعادة غلقها وتحميل المسؤولية للدولة.
وحتى لا ندافع عن الحكومة فهي متهمة من راسها حتى اخمص قدميها بعودة تفشي الوباء لانها لم تطبق القوانين كما يجب ان تطبق ولانها تتعامى وتغض النظر عن مصائب كبيرة ولانها لا تحاسب موظفا واحدا تسبب بكارثة .
واما الاهم ما صدر عن وزارة الشباب بانها خاطبت لجنة الاوبئة باقامة مهرجان جرش في ظل جائحة اشد من ايامها الاولى طيب شو بدو يقنع الناس بعد مطالبة وزارة الشباب باقامة مهرجان جرش بان الكورونا ليست فلم هندي او مسرحية او مؤامرة .
الحقيقة ان الخلاص من الوباء يحتاج الى امر صارم بتطبيق قواعد السلامة العامة وقوانينها وان يحاسب الموظف المعني بتطبيقها قبل المواطن فلا يعقل ان تبقى الاسواق بمثل ما نراه والتجاوزات على قدم وساق والحكومة نائمة في العسل وموظفيها يمارسون تطبيق امر الدفاع 11 حسب زيد وعبيد.
ولا يعقل ان تطالب الحكومة بمنع التجمع لأكثر من 20 شخص بينما تقام مباريات كرة القدم جهارا نهارا بوجود ما يزيد عن 70 شخص دون ادنى معايير السلامة العامة او تطبيق البروتوكول الذي ينظم الوضع الصحي لهذه الحالة.
وتقام الحفلات والدبكات في المزارع والبيوت والاماكن المعروفة دون حسيب او رقيب حتى دون سؤال او زيارة مفاجأة او غرامة واحدة لمخالف.
وكل هذا شيء و وزارة التربية والتعليم شيء اخر فهي لا زالت تصر على اعادة فتح المدارس بموعدها رغم عودة الوباء وهذا اعتراف كبير منها بفشل عملية التعليم عن بعد. فماذا ستفعل الوزارة الغير رشيدة اذا ما تم انتشار الوباء في احد المدارس .
اعود واقول نحن نحتاج الى تطبيق القانون بحذافيره وعلى الجميع دون محاباة لصديق او قريب وتشديده ايضا على الموظف المنوط به التطبيق فاذا ما قصر وجبت عقوبته بثلاثة اضعاف ما تعاقب به المنشاة لان تقصيره هو ما سندفع ثمنه لاحقا وبشكل جماعي.
في الخلاصة احنا شعب مش عارف شو بدو وحكومتنا مضروبة على راسها وكلانا حكومة وشعب خلقنا مرتعا خصبا للمشككين واصحاب الاجندات الخاصة لخلق البلبلة في البلد من خلال استغلال وضع وبائي يصفونه دائما بالمؤامرة دون ان تتحرك الدولة لإسكاتهم خصوصا ان الجميع يعلم ان انتشار الوباء بشكل كبير سيعرض نصف عدد سكان الاردن لخطر الموت لان هذا النصف مصاب بأمراض مزمنة .