22-08-2020 12:51 PM
بقلم : لوزان عبيدات
لا يمكن لأحد أن ينكر بأن التعليم عن بعد ناجح في جميع الدول الا في الأردن ، فكمية الراحة والاطمئنان الذين يعيشونها مدرسي المساقات سواء في المدارس او في الجامعات كبيرة للغاية فمعظمهم تاركين حمل المواد وفهمها على الطلاب خالين مسؤوليتهم من تعليمهم أو حتى من الظروف القاسية التي يمكن أن تحصل معهم وهذا كله يعرضهم بالطبع لفقدان نجاحهم بالمساقات او حتى عدم تحصيلهم العلامة الكافية.
عندما يحصل أي ظرف طارئ مع الطلاب أثناء تأديتهم للامتحانات كإغلاق الموقع مثلاً أو عدم وجود خدمة انترنت كافية لأداء امتحانهم ويناشدون بعدها مدرسي المساقات لا يجدون رد سوى " علامتك صفر " او في حالات كثيرة فأن مدرس المساق لا يرد بالأساس على رسائلهم ومناشدتهم فكيف للتعليم عن بعد ان يكون ناجح في ظل الاستهتار وعدم المبالاة هذه ؟ الجميع يعلم ان ساعات التخصصات تُدفع بمئات الدنانير سواء كان على نظام التنافس او حتى على نظام الموازي ، أو كان حتى مكرمة جيش او معلمين حتى وان يدرس الطالب على حساب الكرمة الساعات التي يرسب فيها يدفعها من جيبة ، وفي ظل الوضع الوبائي هذا وإغلاق الجامعات فإن جميع المحاضرات والامتحانات تتم عن بعد فلا بأس بالجيل القادم حتى وإن كان لا يفقه شيءً من مواد تخصصه !!! .
بالرغم من إعلان وزير التربية والتعليم و وزير التعليم العالي بأن دوام المدارس والجامعات لم يكونان عن بعد الا وان جميع المؤشرات تُبلغ أن التعليم سيكون عن بعد ، فوزير الصحة يقول " وزير الصحة: إذا فتحنا المدارس يمكن أن ينتشر فيروس كورونا.. وإذا أغلقناها فإننا نضحي بمستقبل جيل كامل و46 ألف معلم في المدارس الخاصة نفتح ولا نسكر " و وزير التعليم العالي يقول " الدوام في موعده " و وزير التربية والتعليم يؤكد على كلامه فنحن اليوم نصغي لمن ؟ من نصدق مِنْ مَنْ نأخذ مصدر معلوماتنا ؟
قلتم ابتعدوا عن الأشاعات وابتعدنا ، قلتهم مصدركم الرئيسي هو دار رئاسة الوزراء فصدقنا ، ولكن اليوم لم نعد نفهم شيئا تصريحات من جميع الجوانب وعلى جميع شاشات التلفاز وعلى لسان أصحاب المعالي والعطوفة وكلهم يختلفون بالتصريحات لا احد يُصرح كالآخر، مصادرنا اصحبت متضاربة للغاية وتفكيرنا أصبح مشوش هل نستعد لدوام المدارس والجامعات أم أننا على حافة الجزء الثالث من التعلم عن بعد ؟ الجواب أصبح اليوم في غاية الأهمية و الضرورة ، مستقبل الأجيال القادمة بين يديكم التعلم عن بعد إن كان له فائدة حكومية ابشركم بانه ليس له أي فائدة معرفية للأجيال القادمة ، فكلة صب كلام عن بعد البنية التحتية " تعبانه جداً " وغير مُهيئة لمثل هذا القرار .
معرفة وإعمار وازدهار هذا الوطن بأفكار الأجيال القادم أصبح اليوم فوق طاولة اجتماعاتكم وبين ايديكم ، فكروا جيداً قبل النطق بمثل هذا القرار فهو ليس سهل هذا القرار قادر على إخفاق جيل بأكملة " لا قدر الله " والوطن ينتظر الأجيال القادمة لإعمارة وازدهار فالأردن يستحق.