حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1094

نوبات الهلع

نوبات الهلع

نوبات الهلع

22-08-2020 01:47 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د . رانيا اسماعيل
تعتبر نوبات الهلع أحد الاضطرابات النفسية التي يعانى منها الكثير ، خصوصا في هذا الوقت الصعب وما نمر به من تغيرات سريعة ومفاجئة خاصة مع انتشار مرض فيروس الكورونا ، وما خلفه ويخلفه وسيخلفه من توترات نفسية وعصبية ، وصلت لحد الانتحار عند البعض .
نوبة الهلع عبارة عن نوبة مفاجئة من الخوف الشديد دون وجود خطر حقيقي أو سبب واضح للخوف. وهي تختلف عن الفوبيا المحددة وأنواعها . و عند حدوث نوبة الهلع، قد نعتقد أننا نفقد السيطرة ، حيث تَبدأ نوبات الهلع عادة فجأة، دون سابق إنذار.و يمكن حدوثها في أي وقت: بالليل أو النهار ، بالمكتب أو البيت . بالسيارة أو الطائره ،وتأتي على شكل حلقات من القلق الشديد ، وقد تستمر دقائق ، وقد تمتد لساعات . و أعراضها متنوعة وكثيرة وحادة مثل : الشعور بالخطر ، الخوف من فقدان السيطرة ، الخوف من الموت ، التعرق، الصداع، الدوخة ، دوار أو إغماء، خدر أو إحساس بالوخز، الشعور بالانفصال عن الواقع ، ارتعاش بالجسم ، ضيق في التنفس، قشعريره، غثيان، تقلص في البطن، ألم في الصدر، ضيق في الحلق. تقلصات في الأمعاء والمعدة و حالات من الإسهال المفاجئ، خفقان سريع بالقلب ، لذا يسعى الكثير من مرضى نوبات الهلع إلى أطباء متخصصين في مجال أمراض القلب، وذلك نتيجة للتشابه بالأعراض بين نوبات الهلع والجلطات القلبيه .

إن نوبات الهلع لا تميز بين صغير وكبير ولا بين ذكر أو أنثى، ولا غني أو فقير . لكن وبحسب الدراسات فإن ا لنساء أكثر عرضة من الرجال لنوبات الهلع ، ويرجع هذا إلى اختلافات في كيمياء الدماغ، وبسبب الهرمونات أيضاً، فضلاً عن الطريقة التي تتعاطى بها النساء مع التوتر مقارنة بالرجال، والأسباب عند هؤلاء قد يكون لها علاقة بأمور نفسية : كالخلافات الضاغطة والدائمه ، حالات العنف والتنمر ، الإهانات المتكررة ، الإجهاد وتعدد الأدوار ، التهديد ، الظروف الصعبه ، الأخبار الصادمه ، فقدان شخص عزيز ، خيانه عاطفيه ، خسارة ماليه ، مشاعر مكبوتة غير معبر عنها ، أحداث مفاجئة وصادمة، تعذيب . طلاق ، انفصال ، والعديد من الأمور النفسية . وقد تكون أسباب عضوية وبيولوجية :كخلل بالمسيلات العصبية بالدماغ ،و تأثيرات شرب المخدرات والكحول .

قد يشعر البعض بهذه الأعراض ،ولا يعلم بأنها أعراض نوبة الهلع ، فقد يستيقظ طفل من نومه ، ويبدأ بنوبة بكاء ناتجة عن تعرضه لنوبة هلع ، أو قد تصيب طالب جامعي أثناء تأديته للإمتحان ، أو قد تصيب مدير أثناء أحد الاجتماعات ....وهكذا ؛ لذا علينا تعلم بعض الطرق للسيطرة عليها والتحكم بها : كتنظيم التنفس ، تخيلات إيجابيه ، حديث إيجابي مع النفس ، التركيز على شيْ معين والتفكير به ، إجراء عمليات عقلية كالعد ، أو التعداد ، سماع موسيقى ، التحكم بالأفكار ، الاسترخاء الجسدي والعقلي ، القيام بتمارين رياضية ، البوح للآخرين . وهذه طريقة مهمة ، حيث أن التنفيس والبوح عما يجول بالخاطر من أهم طرق العلاج النفسي بالكثير من الاضطرابات . وفي حال لم يستطع الفرد السيطرة على هذا الاضطراب بالطرق الذاتيه ، عليه مراجعة طبيب أمراض نفسية حتى يصف له التدخل الدوائي المناسب .
وللأسف في مجتمعنا الأردني لا يتم التعامل مع الاضطرابات النفسية بواقعية وجديه ، سواء أكانت نوبات هلع أم غيرها . فالمرضى لا يحبذون كشف اضطراباتهم بسبب نظرة المجتمع للمريض ولأسرته ، عدا عن وصمة العار التي تلاحق المريض وكأنه مجرم ، وعدا عن الأسعار الخيالية للعلاج والتدخلات الدوائيه ، رغم أن الكشف عن أي اضطراب نفسي والتدخل لمساعدته قد يحمي المريض ، ويحمي المجتمع من تطورات لاحقه . لذلك علينا أن نكثف جهودنا لتغيير نظرة الناس فيما يخص الاضطرابات النفسية ، والتعامل معها كأي أمراض أخرى قد تصيب الشخص ، من خلال وسائل الاعلام المجتمعيه . وغيرها من وسائل التوعيه.
raniareena@yahoo.com






.








طباعة
  • المشاهدات: 1094
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم