بقلم : صالح مفلح الطراونه
إنهم يفتخرون بالتراث الأدبي لنجيب محفوظ وطه حسين وكل الأعمال المدونة على جدران المعابد والمقابر والأهرامات والمسلات والصور الشخصية والآثار فقد نجحت مصر في إستمرار هذا الأدب في عصرها القديم ليواكب التطور مع حياة الأنسان اليومية العادية , فقد جعلت مصر من الأدب والتاريخ مصدر غذاءها الروحي ورسمت طريقاً فريداً للأرتقاء بإسلوب التعبير الراقي ليكون مصدر فخر ايضاً وتقدير لكل المارين بالمحروسه في أي وقت وزمان ومكان .
مصر الرويات والقصص القصيرة والشعر والحكايات الفولكلورية والأمثال والأقوال الحكيمة والتعاليم الأخلاقية والتأملات الفلسفية والرسائل الأدبيه , مصر المناظرات وشعر الحب والطبيعة القابضة على فرح النيل , مصر العمال وأغاني المزارعين , مصر عصر الدولة الذي يعود الى 2022 قبل الميلاد والذي شهد عدداً كبيراً من الكتاب والمفكرين الذين تركوا خلفهم عدداً من الأعمال الفنية عكست المكانة الرفيعه للفكر والثقافه في مصر ...
إنها مِصر التي كتبت أول نص درامي على طول تاريخ الإنسان على هذه الأرض في القرن 32 قبل الميلاد ومحفوظة حالياً في المتحف البريطاني بلندن , وقد جاء النص بحوار فلسفي بين آلة مصر القديمه تتحدث عن عملية تكوين العالم والنظام الكوني للأشياء والمخلوقات , وإنها مصر أحد أهم مراكز الأدب في العالم العربي فمن ينسى توفيق الحكيم عام 1943 ورواية يحيى حقي في مصباح أم هاشم عام 1944 إنها تلتقط لون الحياة بين مفردات وجودها على الأرض في زقاق الشوارع تجد رائحة المحروسه تنثر ياسمين الريحاني ونجيب محفوظ وتعطر أولى المسرحيات التي كُتبت باللغة العربية في العام 1870 انه التاريخ المصري الذي يعكس روح الحضارة في المجتمع المصري .
وها هو التاريخ المصري الذي جاء بالفتوحات منذ عمرو بن العاص في 642 م وكذلك البعثه النابليونيه عام 1798 يؤكد إن مصر تعانق دائماً روح التجديد وتضفي ثقافتها الفريده لتكون مصر جزءاً من إمبراطورية عالمية عظيمه .
مصر التي تقع في الركن الشمالي الشرقي من إفريقيا إنها قلب العالم وهي موطناً لأهم الحضارات الرئيسية في الشرق الأوسط تنسج من بلادها الواقعه ما بين النهرين في أقصى الشرق موقعاً لواحدة من أقدم المجتمعات تحضراً بالعالم .
والله لم أكتب هذا لمصلحه أبداً لكنه الحب والوفاء لمصر التاريخ والحضاره وأذكر أنني أميل لها إذ تعيرني في كل تفاصيلها نخوة جنودها في رحاب ساحات الوغى الذين رسموا في كل حرب تاريخ ناصع بمواقفهم القومية وعروبتهم الناصعه .