حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15185

كاسك يا وطن

كاسك يا وطن

كاسك يا وطن

26-02-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

في حوار بين مسؤول أمريكي و مسؤول عربي المسؤول الأمريكي :- نحن في أمريكا نعطي المواطن 10 آلاف دولار في الشهر كحد أدنى و نأخذ منه 500 دولار ضرائب و فواتير كهرباء و مياه و خلافه و لا نسأله أين يذهب بالباقي رد عليه المسؤول العربي قائلا :- إحنا أشطر منكم نحن نعطي المواطن 200 دولار في الشهر و نأخذ منه 500 دولار ضرائب و فواتير و لا نسأله من أين يأتي بالباقي هذه كانت نكتة تثير الضحك لكنها باتت واقعاً مؤسفاً و مدعاة للبكاء بعدما باتت واقعا مريرا يتعايش معه آلاف الأردنيين؛ فلو أجرينا حسبة بسيطة على راتب موظف لوجدنا أنه بات من أول الشهر مدينا بأضعاف راتبه و الشواهد على ذلك كثيرة و من منا لم يسمع بهكذا حالات ! وسأضرب مثالا واحدا عن واقع عائلة ما قبل الغلاء، تتكون هذه الأسرة من خمس أفراد و هي بمقياس العدد أسرة مثالية؛ يتقاضى رب الأسرة راتبا شهرياً مقداره 180د أول دفعة تذهب إيجار سكن لشقة متواضعة بحي شعبي و يبلغ 80د وفاتورة كهرباء 9د و فاتورة ماء 25،4 و أجرة نضح الحفرة الامتصاصية 9د و يليها ثمن أنبوبة غاز 25.4 و كاز 8د و رز 6د و سكر 6د و ثمن خبز على مدار الشهر 10د و كل هذا طبعا بالحد الأدنى للأساسيات و يتبعها ثمن زيت 5د و أجور مواصلات 15د و مصاريف للمدرسة 15د و ثمن خضار من أردئ صنف 20 د و من المفترض أن الطعام يحتاج للحم أو العظم أو للدجاج و طبعا لأن ربة الأسرة من الطراز الأول تعتمد الطهي حسب سياسة التقشف دون زفر الدجاج أو السمك أو رفاهية اللحمة التي لا ترى من داع لها، أما بالنسبة للجانب الصحي فلا ميزانية له على مبدأ الله بشفي و عالم بالحال. و تتجلّى فصول الكارثة في المناسبات وتصب على رأس هذه العائلة أو إذا ما داهمها الفرح أو الترح فجأة، ناهيك عن المأساة التي تثقل كاهل الوالدين إن اهترأ حذاء أحد أطفالهم أو تقلص بنطال أحدهم من كثرة الرقع أو أصاب أحدهم مكروها، و من أبرز الكوارث التي داهمت العائلة على سبيل المثال في الشهر الحالي حينما قام أحد الصبية بضرب ابنهم مما أدى لتكسير نظارته التي تكلف مبلغا طائلا لا قدرة للعائلة على تحمل وزره و هو 15د ثمن نظارة جديدة و طبعا الأمر لا يقف عند هذا الحد؛ و لأن للأسرة سوابق عديدة مع الكوارث لم يجدوا في المنطقة من يتجرأ على إقراضهم هكذا مبلغ لأن وضعهم المادي سيء والسداد غاية يصعب إدراكها سيما و أنه في الشهر السابق أصيبت ربة البيت بوعكة صحية اضطر زوجها للاستدانة لمعالجتها لأن الصبر مل من صبرها على مرضها و أجبرت لتلقي العلاج و بالتالي تراكم الدين الذي كان قد سبقه دين مماثل و شهر يلي شهر و من كارثة لكارثة تتراكم المبالغ وعلى مبدأ تلبيس الطواقي تعتاش هذه الأسرة ناهيك عن البقال الذي بات كالعين الساهرة يرقب مداخل و مخارج منزل تلك العائلة التي باتت توصف بالنصب. هذه ليست الحالة الوحيدة طبعا و مثلها الكثير و لو خصصت زاوية لعرض حالات مماثلة لربما وافتني المنية قبل أن أكمل؛ و بعد كل هذا تطالعنا التصريحات بزيادة رواتب الموظفين و ليست هذه الزيادة مدار حديثي و إنما في توزيع بدلٍ نقدي لغير العاملين في الجهازين المدني والعسكري، ولمن يقل نصيب دخل الفرد وأسرته عن ألف دينار سنوياً؛ من أجل تعويض هؤلاء المعوزين و الفقراء فروقات التعرفة الجديدة لأثمان المشتقات النفطية، بعد أن قفزت أسعارها. و لو قسمنا الألف على عدد الأشهر النتيجة 3.83دينار و هذا الدخل الذي يستحق الدعم حسب وجهة نظر القائمين على توزيع الدعم النقدي و طبعا لم يجيء هذا الحساب من فراغ بإمعان النظر على تلك الفئات التي سجلت تحت بند « غير العاملين في الجهازين المدني و العسكري» و بعد هذه الهبة التي تكاد لا تُذكر؛ هل استطاعت المعادلة الحسابية التي اعتمدت تغطية جزء لا يستحق الحديث به من تغطية فروقات أسعار تحرير المشتقات النفطية و صعود سعر برميل النفط من 40 إلى 60 دولاراً، بحسب السعر العالمي، فهل تصلح هذه المعادلة لرأب الهوة في الأسعار بالوقت الراهن ؟ هذا و محور الحديث فقط عن النفط و حده فما بالك بالغاز و أجور المواصلات التي تقفز بشكل تلقائي و يتبعها غلاء على جميع السلع فهل مبلغ 10 25 دينار لكل فرد تقل حصته من دخل الأسرة عن ألف دينار يغطي ثمن ارتفاع سلعة واحدة مما تم ذكره ناهيك عن المواد التموينية الأساسية التي لن أستفيض بكتابة مختصرات لأسهم البورصة فيها فالمواطن أعلم بما اشتراه بالأمس و ما لن يستطع شراءه بالغد . في بورصة تحرير الأسعار كل شيء في ارتفاع عدا سعر المواطن فقد بلغ مع آخر تحرير أدنى درجاته و لن أمثل دور المحرض على رفض شيكات الدعم التي لا يعلم متى تنقطع سوى الله و صانعي القرار و لكن أحمد الله أنني لم أقف بالمرة السابقة على عتبات البريد تحت رحمة الموظفين و طوابير المواطنين و هذه المرة جاءت منهم و حتى إن أعادوا النظر فلن أتشرف بالتسول فمن حقي أن أحيا بكرامة و إن عض معدتي الجوع.و كما يقول الشاعر «لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل» صبر المواطن كثيرا و أبى إلا أن يتحمل فواتير لم يكن ضليعا بتراكم مديونياتها و قام بواجبه على أكمل وجه و زاد في الصمت حد ال.... نتمنى أن تبادر الحكومة بالدور المنوط بها لتدارك الوضع و إيقاف سياسة دعم الأعلاف و الجامعات و زفت الطين و رفع الدعم عن كل شي من شأنه إبقاء المواطن محتملا و على رأي «يويا»: «ونموت بعزة.. و لا موتت معزة» و ما دمنا في الحالتين أموات فلن يضير الشاة السلخ بعد ذبحها E-mail:palwomen48@yahoo.com  








طباعة
  • المشاهدات: 15185
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-02-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم