30-08-2020 09:55 AM
بقلم : د. سالم نايف الكركي
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، عَلَّم الإنسانَ ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من بُعِثَ مُعَلِّمَاً للنَّاسِ وهادياً وبشيراً، ودَاعياً إلى اللهِ بإذنه وسِرَاجاً مُنِيراً؛ فأَخرجَ النَّاس من ظُلمات الجَهْل والغوَايَة، إلى نورِ العلم والهِدَايَة
قال الله تعالى في كتابة" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11]"
قال أحمد شوقي
قُم للمعلِّمِ وفِّهِ التَبجيلا
كادَ المعلِّمُ أَن يكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سَلَامِي إلَى مَنْ عَلَّمَنِي أَنْ الدَّيْنَ نُصَيْر الْمُسْلِمِين
سَلَامِي إلَى مَنْ عَلَّمَنِي أَنْ الْحُرِّيَّةَ والشموخ وَالْكِبْرِيَاء فِي الْعِلْمِ
سَلَامِي إلَى مَنْ عَلَّمَنِي أَنْ كُلَّ حَرْفٍ مِنْ الْأَحْرُف الْعَرَبِيَّة لَهَا وَاقِعٌ كَبِيرٌ فِينَا
سَلَامِي إلَى مَنْ عَلَّمَنِي أَنْ الْأُرْدُن شَامِخ وَسَيَبْقَى عَزِيزٌ رَغِم طعنات الْغَدْر وَجَهِل الْجَاهِلِين
ماكان للاردن أَن تُفِيق وتزدهر وَتَكُون نِبْراس لِلْعِلْم وَالْمَعْرِفَة وَالتَّقَدُّم ، وَأَنْ تَرَى النُّور بَعْد سُبَات عَمِيق طَال عُقُود مِنْ الزَّمَنِ لَوْلَا رِسَالَة الْمُعَلِّم السامية الَّذِي أَدَّاهَا بِحَقّ وَمَعْرِفَة وَمَخَافَةً مِنْ اللَّهِ لَقَد طُوًى الزَّمَان أُمَمٌ وغبرها رَغِم تَارِيخُهَا الْعَظِيم وَأَصْبَح حَاضِرَهَا تَارِيخُهَا وجغرافيتها تَارِيخُهَا وخياتها تَارِيخُهَا وَذَلِكَ بِسَبَبِ الاسْتِهْتار بِمَكَانِه الْعِلْم وَالْمُعَلِّم السامية ونخال الْيَوْم أَخْلَاف أَصْحَابُ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ قَد مُنِيت بِالْجَهْل والتطرف وَالتَّبَعِيَّة بَعْدَ أَنْ تناست ماضيها وغاديها فَقَدْ أَصْبَحَ الْعِلْم مُتَطَرِّف يُدْعَوْا إلَى النعارات وَأَصْبَح الْمُعَلِّم مُحَارِب لِآثَارِه الْغَوْغَاء
كَيْف تَرْبَح أُمِّه الْعِلْمِ وَقَدْ أَصْبَحَ الْعِلْمَ عِبَارَةٌ عَنْ دَرَجَاتِ رَقَمِيَّة لَا تنبض إلَّا فِي الشَّهَادَاتِ فَقَدْ أَصْبَحَ الْمُعَلِّم خَلْف قُضْبَان الوَطَن وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ أَصْبَح خَلْف قضبان الْجَهْل وَالْخِذْلَان وَهِم يَأْخُذُون معلوماتهم مِنْ مَوَاقِعِ لَهَا اجندات تجعلهم يتغلغلون فِي بُطُونِ التَّبَعِيَّة لَهُم
بِئْس لِكُلّ الَّذِين عَمَّت مَعَايِبِهِم وشحت محامدهم ، وَشَاعَت فَوَاحِشِهِم ورذائلهم ، وتنحوا عَن أَصِيلٌ مبادئهم ، وسعدوا بلهوهم بجعلهم الْعِلْم وَالْمُعَلِّم مُرْتَبِطٌ بِالدَّيْن كَوْن دِينِنَا الْإِسْلَامِيّ مُحَارِب فِي كُلِّ رُقْعَة مِنْ الْأَرْضِ.