30-08-2020 10:45 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ما أن يحصل حادث في دول العالم الثالث النامية ، وما أكثر الحوادث فيها ، إلا ويتم استحضار جملة يرددها كل من في هذا العالم صاحب هذه التسمية الابديه الازلية ،
الا وهي " لو أن هذا حصل في أوروبا لاستقال الوزير او استقالت الحكومه "
حيث ان حكومات الدول النامية قلوبها من حديد ، وان لا شيء على الاطلاق مهما بلغ اثره من حوادث واخفاقات، او تراجع او تردي للاوضاع ، على مختلف مسمياتها واهميتها في حياة شعوبها كلها مجتمعة ، لا تستحق او تستدعي ان يُقَدم وزير منفرد تنازلًا عن منصبه الذي ربما حصل عليه بثمن باهظ، او رُبَما لم تتحقق اهدافه التي رسمها لمستقبله بعد دخوله الباب الموصل لتحقيق الاحلام الشخصيه بعد ،
ايتها الشعوب الاوروبية المحترمه
حكوماتكم مضرب المثل في النزاهة والعمل من اجل الصالح العام والتفاني في خدمة الشعب وتحقيق الخطط والأهداف المرسومة وهم في هذا مثلٌ يُحتذى ،
حكوماتكم تنفذ مشاريعها بمواعيدها ، حكوماتكم لا يوجد في خطط اعمالها وبرامجها كلمة " س نعمل " يوجد بها تواريخ وارقام ، ويوجد عندكم فرق متابعة اولاً بأول،
كل شيء متوفر عندكم، وكل شيء عندكم عليه مراقبة وتفتيش ، لا مواد فاسدة عندكم ولا ادويه مقلده ، وعندكم نظام تعليمي، وقضاء منصف، وعندكم نظام صحي وزراعي وعندكم مختبرات ومراكز بحث ،وعندكم نظام مواصلات ، وعندكم قوانين ناظمة يستظل تحتها الجميع ،ولا ياكد يُرى احدٌ فوقها ،
وعندكم بطالة اعدادها حقيقية ومعالجتها حقيقيه ،
عندكم ظُلم ، وعندكم من يستمع للمظلوم
لا حواجز بينكم وبينهم ولا موانع من ابداء آرائكم ، ولا شرط ان تكون على حسب اهوائهم
لا محاذير من ازعاج وزير ولا احتقار من كبير لصغير ،
كم انتم ايتها الشعوب الاوربية ظالمون
تكادون تقتربون من ان تكونوا بمدينة أفلاطون الفاضلة عينها ، ثم انتم اليوم تخرجون الى الشوارع معترضون على حكوماتكم هذه ،
فكيف بكم لو امضيتم من اعماركم العقود تلو العقود وانتم بانتظار تحقيق مشاريع تحتاج الى قليل من الوقت وبرامج وقوانين مازالت تراوح مكانها منذ سنين ،
كيف بكم لو انكم سَلَّمتُم ابنائكم آمالاً استلمتوها من آبائكم ، بها وعود وعهود لحياة افضل ، وهذه الآمال والوعود والعهود سترافقكم مدى الحياة ،،
لماذا تخرجون اليوم وتقولوا لحكوماتكم قولًا فيه تشكيك وهم صادقون مخلصون !
كل حكوماتكم المتعاقبة عبر الأجيال لم تَبِعكُم وهمًا ولا آمالًا لا تتحقق ،
كل حكوماتكم صَدَقَتكم القول واتَمَّت برامجها
كل حكوماتكم كانت سيرتها الذاتيه حقيقيه، وكان كل من فيها ناجح بلا تزكية او ارضاء لأحد ،
كل حكوماتكم كانت كوادرها موظفون عاملون
يأتي الى الدوام بموعده الحقيقي ولا يخرج الا بإذن مغادره او انتهاء الدوام ،
ايتها الشعوب الاوربيه المحترمون
كيف بكم لو عشتم بظل حكومات غير حكوماتكم فما كنتم صانعون !!
تحية منا الى كل حكوماتكم وكوادرها العاملون .
يوسف رجا الرفاعي