حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1533

المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات خلال جائحة كورونا

المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات خلال جائحة كورونا

المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات خلال جائحة كورونا

30-08-2020 02:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. دانييلا القرعان
مركز وطني حكومي أردني بدأ العمل في العام 2015 يتمثل بدوره بتنسيق وتوحيد كافة جهود المؤسسات الوطنية ذات العلاقة لتمكينها من مواجهة الأزمات الوطنية بأشكالها المختلفة والمحتملة بأقل وقت وجهد وبأقل تكلفة وخسائر ممكنة.
"إنشاء المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات"، بدأ العمل بإنشاءة بعد توجيه رسالة ملكية في عام 2005 لرئيس الوزراء تقضي بإنشاء مركز وطني للأمن وإدارة الأزمات، وجرى تكليف الأمير علي بن الحسين عام 2008 ليكون مشرفاً عاماً على جميع مراحل إنشاء المركز، في العام 2013 إنتهى العمل ببناء المقر الدائم للمركز، وخلال عام 2015 صدرت الإرادة الملكية بالمصادقة على نظام المركز للأمن وإدارة الأزمات رقم (20) لسنة 2015 ونُشِرَ في الجريدة الرسمية ليصبح فاعلاً اعتباراً من الأول من نيسان للعام 2015.
يتولى إدارة المركز مجلس إدارة برئاسة رئيس الوزراء وعضوية كل من: رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات،نائب رئيس المركز، وزير الدفاع،وزير الداخلية، رئيس هيئة الأركان المشتركة،مدير عام دائرة المخابرات العامة، ومدير عام الأمن العام،أما بالنسبة للمهام والدور الذي يقوم به المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات إعداد سجل مخاطر للأزمات التي من الممكن أن تواجه مؤسسات الدولة بهدف إعداد خطط من قبل مؤسسات الدولة المختلفة لمواجهة هذه المخاطر، وكذلك عقد دورات تدريبية متخصصة في مجال إدارة الأزمات وتطوير مهارات وقدرات المركز الفنية والبشرية، وكذلك إعداد برنامج تدريبي متكامل للمؤسسات الرسمية ذات العلاقة يتضمن دورات وورشات عمل دورية والتفاعل مع التجارب الدولية في مجال إدارة الأزمات والاستفادة من خبراتهم في إعادة صقل قدرات الكوادر الوطنية وتمكينها من الارتقاء في هذا المجال،وكذلك السعي لربط المركز بمراكز إدارة الأزمات والطوارئ في منطقة الأقليم ضمن شبكة إقليمية لمواجهة التحديات المشتركة والعابرة للحدود والتركيز على تطوير البرامج المتعلقة بإستثمار طاقات الشباب الأردني في الجامعات والمعاهد والمدارس من خلال العمل التطوعي في مواجهة المخاطر والأزمات على المستويين المحلي والوطني، وكذلك استكمال العمل مع الوزارات والمؤسسات الرسمية المعنية لتأسيس مراكز عمليات فيها وربطها إلكترونياً مع المركز إضافة إلى إلحاق موظفين من تلك الوزارات كضباط ارتباط مع المركز.
عندما نتحدث عن المؤسسات الوطنية الأردنية نقف أمام صرح أردني عملاق أتخذ على نفسه عهداً وقسماً غليظاً بحماية أمن الأردن والأردنيين من أي طارئ أو تهديد أو ضائقة.
المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات هدية ملكية عظيمة وإنجازاً مشرفاً يضاف إلى إنجازات شيّدت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وتمثل فيه جهد مخلص من مخلصين أوفياء من أبناء هذا الوطن، وفي الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 2008 وفي رسالة ملكية سامية إلى صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين كانت الانطلاقة لهذه المؤسسة الوطنية الرائدة التي اعتبرت ضرورة وطنية ملّحة تهدف إلى تمكين الأردن من التكيّف مع الظروف الاستثنائية والمخاطر حال حدوثها لا قدر الله ورافداً لباقي مؤسسات الدولة الأردنية وشريكاً لها في الإشراف والتخطيط والتنفيذ.
في حضرة العلماء والقادة الكبار تقف الكلمات عاجزة عن وصفهم إنهم رجال وقفوا في وجه التحدي يمسكون في أيديهم وبقوة ساري العلم فهو جند أبا الحسين، ويخطون في أوراقهم فكراً وعلماً يدّرس لأجيال وأجيال يعملون بصمت وإتزان وفي قلوبهم هوى الأردن بلا منازع، شعارهم مزيج من حرص وحب وعشق وخوف على الأردن والأردنيين، قدرتهم العالية وسعة أفقهم والكفاءة العالية التي يتمتعون بها جعلت كل من يتعامل معهم أو يقترب منهم يشعر بإننا بخير.
من غير المفاجئ ولا المستغرب بناءً على منهجية العمل العلمية والأكاديمية المتبعة في هذا الصرح المميز أن تجد هنالك دراسات معمّقة أعدها المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات قبل 3 أعوام تتحدث عن خطر وباء قد يشكل خطراً وتهديداً لحياة الأردنيين وتجد خطط جاهزة للتعامل معه وسيناريوهات معّدة مسبقاً لمواجهته ضمن بعد استراتيجي وتخطيط منظم في إدارة الأزمات،عندما تعلم إنك في وطن لا خوف عليه وطن قائده عظيم يمتلك من البصيرة والرؤية الثاقبة وأستشراف الأحداث وطن جنوده أوفياء يمتلكون من المعرفة والدراية العلم والتخطيط،هذا الوطن بلا شك أردن العظمة والمنفعة والأنفة.
منذ بداية الأزمة الحالية أزمة جائحة كورونا واستلام المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات هذا الملف بتشاركية عالية مع مؤسسات الدولة الأردنية تجسّدت روح الدولة وقدرتها في التعامل مع المخاطر الجسام، وامتزجت فيها قدرة الإنسان الأردني الواعي المثقف صاحب الخبرة والحنكة في التعامل مع تفاصيلها وربط أحداثها والإمساك بخيوطها، فكانت الأحداث العالمية تتوالى والأردن يحقق انتصاراته المتتالية بأيدي نشامى المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، نعم كانوا في ذلك الصرح أبطالاً يقفون من وراء شاشاتهم وأجهزة الإتصال والتحكم يديرون الأحداث بحكمة العارف بالنتائج وبهدوء الواثق بإهدافة،فكانت رسائلهم هادفة متزنة ليس فيها إثارة أو ترحيب بل كانت رسائل اطمئنان بعيدة عن بث مشاعر الذعر والخوف تتوقى الدقة والاحترافية في المضمون والمحتوى، فكانوا رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

هؤلاء الفرسان شكّلوا خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات بصبرهم العميق وحكمتهم البالغة وعملهم الدؤوب والمجد في الليل وفي النهار استطاعوا أن يعبروا بنا وبالوطن إلى بر الأمان، فكل الإحترام والشكر والتقدير إلى نشامى هذا الصرح الوطني العظيم والذي أصبح محط فخر واعتزاز واحترام الأردنيين جميعاً وأحر مشاعر الاعتزاز إلى صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين على قيادتكم الفذّة لهذا الصرح الوطني الرائد، وما هذا الفرح الوطني الغامر بما حققه الأردن من تجاوز سلس وهادئ لهذه الأزمة وما كان ليتحقق إلا من خلال هذه السواعد القادرة والعقول النيّرة والخبرات العلمية والأكاديمية والعسكرية والمدنية التي شحذت الهمم ورفعت المعنويات.

ها نحن نقف اليوم على أعتاب انتصار يُضاف إلى انتصارات أردنية مشرفة كنّا فيها صفاً واحداً جميعاً خلف القيادة الهاشمية الحكيمة كما عهدتمونا وسنبقى جميعاً جميعاً أوفياء وحماة لهذا الوطن الغالي، كنتم مولاي في الطليعة في هذه المعركة مع هذا الوباء الفتاك فيروس كورونا المستجد مدافعاً عن حياة الآخرين وصحتهم وفي مواجهة تهديد شكّل خطراً على حياتهم وما كانت كلماتهم يا مولاي إلا بلسماً شدَّ من أزرنا ورفع معنوياتنا ودفعنا إلى بذل المزيد من العمل والعطاء.

لن أتحدث عن سور الصين العظيم ولن أذكر مسرح الكولوسيوم ولم يخطر ببالي جنائن بابل المعلقة أو العملاق رودوس...أنا هنا فقط أتحدث عن ثامنة عجائب الدنيا والتي لم تكن ماضياً دام بل هي حاضر مستدام، أتحدث هنا عن ما يسمى بالصرح...هذا الصرح الذي أتخذ لنفسه قسماً على أمن الأردن والأردنيين من كل ضائقة وشائبة أتحدث هنا عن المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات أتحدث عن تواضع العظماء عن رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه، ففي حضرة العطاء ينتهي الجوع وفي حضرة القوة ينتهي الخوف، هل يستطيع القزم أن يحمل جبلاً؟ كذلك هي الكلمات تبقى عاجزة على أن تصف ضخام المعاني بحق هذا الصرح الوطني الأردني العظيم، جاء هذا الصرح والعقل المفكر ليسأل تارة ماذا يريد منّا الوطن فيجيب تارةً أخرى ما الذي نريده منك يا وطن.

جاء هذا العملاق لينجح حين يفشل الآخرون وليجيب عندما تمتحن الأوطان جاء ذلك الصامد ليبرهن انه ليس من حقك أن تكره الوطن وليس من حقك أن تبحث عن وطن جديد، هذا الاسطورة جاء ليصيب مقتلاً أصابه جبران خليل جبران من قبل بقوله:" لا تسأل وطنك ماذا قدم لك...بل أسأل نفسك ماذا قدمت أنت لوطنك".

المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات نتائج الرؤيا السامية والرسام الماهر الذي أبدع في رسم السيناريو الأسوأ لكل أزمة ليجعل منها عنواناً للتضحيات برائحة العبق الأردني الخالص الذي لا ينسى ولا يتكرر بغير الأردن والأردنيين، هذا المركز الذي أتخذ من نفسه مترجماً لبيباً من الإشارة يفهم ليترجم الثقة الملكية حين تقرر أنه وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
جاء هذا المركز ليعيد بناء القدرات الاستراتيجية جاء ليبدع وليجعل من نقاط الضعف قوة وليحوّل التهديدات إلى فرص وليختبر مدى نجاح وقع هذه الكلمات على أرض الواقع، هذا العقل لن يعمل في وقت الأزمات فقط بل إنه سيفكر ليلاً نهاراً ويستعد على جميع الجبهات ليكون في خط الدفاع الأول عن أمن الوطن والمواطن، هكذا أراده جلالة الملك المعظم وهكذا تترجم رؤيته السامية. إن نجاح أي مؤسسة أو مجتمع في مواجهة الأزمات التي يتعرض لها وهو يحقق التكامل بين جودة وتربية وبناء الإنسان القوي الواعي متعدد المهارات من جانب وألتقاء فروع العلم والمعرفة من جانب آخر وهذا ما حرص عليه المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات.

كما أن اعترافنا بحتمية الأزمة يتطلب أن نكون أكثر حضوراً في وعينا وفكرنا وإرادتنا حتى نؤثر في مجرياتها ونحد من مخاطرها،وأن التعامل مع الأزمة يجب أن يخضع للعملية والعقلانية والفكرية والاستعداد والتخطيط المسبق والخبرة والدراسة في معالجة بوادر الأزمة وعدم السماح بإمتدادها أو تدهور الأحداث والتركيز على التنبؤ بها مسبقاً ومن هنا تحددت أهمية المركز والحاجة.

لا أدري إن كنت أتحدث عن المركز بحيادية أم غلبني عظمة من يرأس هذا المركز وعقلية من يدير هذا الريبوت الضخم،فما أن تدخل الباب الأول تبدأ بالشعور بعظمة الوطن ويبدأ الشعور بالأمان ويظهر على ملامح وجهك وستتباطئ في مسيرك دون تردد لتستشعر بعد خطوات أخرى بإن هذا الستار يخفي في طياته صرخة أسد لا تتمنى سماع زئيرها.

أصدقك القول سترتجف قليلاً لينطلق عنان الفضول لديك ثم سيتخيل لك بأنك بدأت تماسك قليلا ليضخم صوتك ويميل إلى الخشونة وستتغير المسافة بين خطواتك لتصبح أكثر ثباتاً، سيخيل لك بأنك رجل آلي ستجد نفسك ذو مشية عسكرية دون أن تتدرب عليها، تتكاثر الأسئلة في مخيلتك وسيمر في خيالاتك ذكريات الرجال العظماء... لتصل بعد حين إلى الباب الآخر،هنالك ستتمنى أن تخرج بطاقتك الشخصية لترى إن كانت فعلاً تحمل مسمى "أردني".

ستفتح لك الأبواب وعبر ذلك الممر الطويل ستأسرك معالم البطولات ستأخذك صور الأساطير في سباق عميق ليمد بك شريط معركة الكرامة فينتقل بك إلى أبناء شهداء معركة باب اللطرون وباب الواد... تسمع وقع خطواتهم نحوك، تمهل قليلا فلن يقرأوا عليك حقوقك فقط تماسك ... الآن فقد جاءوا ليلقوا عليك السلام لينقلوك إلى نواة الأمن والأمان...
أعتذر إن ساقتي قلمي الحر إلى غيبوبة الجب...








طباعة
  • المشاهدات: 1533
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم