02-09-2020 09:52 AM
بقلم : علي الحراسيس
لا اتمنى ان تتوقف الدراسة في المدارس وتستبدل بالدراسه عن بعد وخاصة لطلبة الصفوف الأولى من الأول الى الرابع ، فالتعليم عن بعد سيكون بالنسبة اليهم كارثيا ، حيث سيحرم الطلبة من الأحتكاك والمشاركة ومراجعه دروسه التي تجري في الصف مع المعلم ،ولن يكلف باي واجب يساعد في زيادة وعيه او قدراته الكتابية ومقدرته اللغوية ، لن يتعلم من المعلم الالتزام والانضباط والاتزان وحسن الحوار وادب الحديث واحترام زملائه ونظام مدرسته ونظام مجتمعه ومعاييره وثقافته ويكسب معايير الانضباط والمشاركة الايجابية ... بمعنى انه سيحرم الكثير من ادوات التربية الصحيحة والسلوك الايجابي ومهارات التفكير والابداع والتحفيز والتعزيز الذي يضاعف من ابداعه واظهار قدراته الحقيقة اذا واصل الدراسة عن بعد .
الصف المدرسي والمعلم والتعليمات والاختلاط بزملائه ومعلميه والاحتكاك بهم والتزامه بالوم المبكر و بالدوام الصباحي وممارسة الالعاب الرياضية والطابور والنشاطات الأخرى ، تكسب الطلبة في هذه المرحلة الكثر من القدرات الجسدية والمعرفية والتعليم الاجتماعي المختلف والسلوكي الطيب ، وتكسبه معارف وعلوم لا يمكن توفيرها عن بعد .
نقد اجراءات الوزارة اليوم في طريقة استقبال الطلبة وفي ظل جائحة كورونا يجب ان لا تصل الى حد المطالبة بالدراسة عن بعد ، فالدراسة عن بعد لن تحقق لهم إلا المزيد من الكسل وضغف المعرفه ،ولن يحقق المنزل ما توفره المدارس حتى لو كان الطالب يحظى بكل رعاية ومتابعه في المنزل . ويكفي ان الجدية التي تغيب عن متابعة الطالب معرفيا واجتماعيا وسلوكا ستؤدي به الى الميوعه ورفض الالتزام والتمرد ، وبالتالي تصبح سببا في تراجع الاداء وضعف القدرة وضعف حتى قدراته اللغوية العادية تؤثر على بقية مراحلة الدراسية بشكل كبير ، فيكتسب مهارات اخرى تبدو في غالبيتها سلبية تؤدي الى تحطيم الطفل وتدمير مستقبله .
مهما كانت الظروف ، علينا توفير ما يحمي الطالب ووقايته من الاصابة بالمرض ومتابعة تحصيله ما بعد المدرسة حتى وفر له الامكانات كلها ليغدو مجتهدا ومبدعا ومتمكنا وقادرا على السير بسلام في كل مراحل دراسته .