حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4296

إدارة الموارد البشرية في زمن جائحة كورونا

إدارة الموارد البشرية في زمن جائحة كورونا

إدارة الموارد البشرية في زمن جائحة كورونا

02-09-2020 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. سالم نايف الكركي



إن ما يشهده العالم من انتشار جائحة كورونا والتدابير المتخذة في إدارة أزمة الموارد البشرية يجعل من مدراء الموارد البشرية أمام أكبر تحدي في وجه هذه العاصفة الاخطر والاكبر شمولية منذ نشأة إدارة الموارد البشرية وتطورها خلال ما يقارب العقد من الزمن واليوم إدارة الموارد البشرية تجدد فكرها بربطها في التكنولوجيا لمواكبة هذه التحديات

لقد شهد العالم اولى هزاته بعد الحرب العالمية الأولى خلال أزمة الكساد الكبير التي استمرت عشر سنوات تقريبا ونتج عنها خسائر كبيرة وهائلة من البطالة ونقص في الإنتاج بنسب عالية وخاصة في الدول الصناعية وبعدها تأثرت بأزمة أسعار النفط والتي أدت إلى حدوث تضخم في أسعار الطاقة وركود اقتصادي وصولا إلى الأزمة العقارية

ان هذه الاحداث المتتالية فرضت على إدارة الموارد البشرية تدخلا كبيرا في بعض من الدول وقتها رغم اختلاف الأزمات بشكل والتشابه في المضمون وهو زيادة في البطالة ونقص في الإنتاج ولكن ما تمتاز به جائحة كورونا انها وحدت جميع مدراء إدارة الموارد البشرية حول العالم لحل أزمة العاملين و لفرض أسس علمية جديدة للعمل خلال أزمة كورونا وما بعدها

نقف اليوم عند عبارة ان العلم اصبح في زمن العولمة قرية واحدة ولكن هذه العبارة تنطبق على عصر التكنولوجيا ولكن المقلق أن البشر جميعهم اصبحوا قرية صغيرة كأن الفيروس قطع طريق القرية لينشر المرض وهنا اصبحت الدول تتنافس وتتحد في نفس الوقت لمكافحة جائحة كورونا وكل دولة تضع مقاييس دولية ومحلية لتقييم الفيروس تخاف على نفسها وتخاف من الدول الاخرى وهنا نرى أكبر درس في إدارة الموارد البشرية على الأرض كلها

وهنا كان دور إدارة الموارد البشرية رغم اختلاف الثقافات والسياسات والإجراءات والمفاهيم في اعتماد أساليب متشابهة ومختلفة في نفس الموقف حسب تقييم الموقف الحالي للازمة مثل تخفيض ساعات العمل والعمل عن بعد وتغيير شروط العمل وحتى العادات الاجتماعية وقد اعتمدت على أساليب حديثة متطورة تضمن بها حقوق اليد العاملة وحقوق الدولة في الحفاظ على المجتمع بشكل عام في هذه الفترة العصيبة

وقد برز دور مدراء إدارة الموارد البشرية في اتباع نهج جديد يواكب هذه المتطلبات والإجراءات للحفاظ على مستقبل المجتمع بشكل عام وعلى الأيدي العاملة بشكل خاص وذلك من خلال المحاور التالية

أولاً: على مدير الموارد البشرية كونه صاحب القرار وشريكا استراتيجيا في العمل أن يقوم بدراسات أعمق للواقع الحالي وتقييم واقعي وحقيقي لآثار الأزمة على الشركة أو الفرد وتقديم خطة مدروسة وواضحة ومتكاملة بعد أخذ جميع الاقتراحات للإدارة العامة وأصحاب القرار من خلال التخطيط الفاعل والتنفيذ الدقيق

ثانياً: التواصل المستمر مطلوب مع جميع العاملين وهو أمر مهم في هذه المرحلة الدقيقة ومن المفضل التواصل مع الجميع بشكل شخصي فالمدير الناجح يكون مستمعاَ متعاطفاَ صريحاَ وشفافاَ في العمل وخاصة في الوضع الراهن وان يفسر خطوات الادارة المستقبلية للجميع بشكل مفصل وواضح وشفاف متسلحا بالارقام والبراهين والادلة العلمية والواقع الحالي للشركة

ثالثاً: العمل على اتخاذ إجراءات وقائية وسليمة تعزز بيئة العمل واخذ بعين الاعتبار الجانب النفسي للعامل حيث ان هذه الإجراءات تعمل على استمرارية الإنتاج و الهامهم لاداء افضل حيث ان سعادة وتحفيز العاملين وإشراكهم في العمل الاجتماعي هو الدور الذي تلعبه الإدارة وهذا يعمل على اعادة بناء الثقة وتعزيز الذات بين الإدارة والعاملين والمجتمع .

رابعاً: العمل على تدريب العاملين سواء كان التدريب في مكان العمل أو عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ولا ننسى العاملين عن بعد إخضاعه لبرامج تدريبية حيث أن التدريب المستمر يعمل على الحماية الشخصية والاجتماعية ومواكبة نقاط القوة والضعف للشركة والتركيز على كل منهما

خامساً: التوجه للتفكير الإيجابي رغم قساوة الأزمة وارتفاع نسبة الوفيات والخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الدولة بشكل عام والأفراد بشكل خاص فكلما كان التفكير ايجابي هذا يخلق لنا مدى أوسع وأكثر شمولية للموقف ومجال أكبر للإبداع حيث ان التفكير الايجابي من اهم الادوار التي يقوم بها مدير الموارد البشرية حيث أنها تنعكس بشكل كبير على سائر المسؤولين والعاملين

بعد هذه الأزمات المتتالية للعالم صار لزاما على أصحاب العمل التفكير بشكل اوسع وافضل وعدم الاعتماد فقط على الحضور كمقياس للأداء وكذلك الاعتماد على أصحاب الحرف والعمل الحر والمهن المستقلين والتعاقد معهم بعد التأكد من جاهزيتهم للعمل دون الحاجة لتجهيز المنظمة وإنشاء منصات الكترونيا لسهولة التواصل وهذا يعمل على استقطاب أكبر عدد من الأيدي العاملة للمنظمة حيث انه يقلل نسبة البطالة ويعمل على تشكيل أسطول كبير من العاملين يغطي جميع مناطق الدولة باقل التكاليف وافضل الخدمات .








طباعة
  • المشاهدات: 4296
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم