بقلم : فهد خشمان الخالدي

مؤلمٌ جداً ذلك الانغماس في ترديد كلمات تجنح بنا بعيداً دون أَن ندري، فننساق خلف غايات خطّط لها عدو مُحتل مُغتصب ..!! فكلمات اليوم مفاتيح اتجاهات في مستقبل الأَيام، والصورة التي تتَسم بالضبابية اليوم؛ ستصبح في أَشد الوضوح حين ينكشف عنها الغمام غداً ..!! فكل شيء سيصبح بحكم المأَلوف حين تترسخ في العقول قناعات كانت في يوم ما مُجرد كلمات ..!! .

في فترة السبعينات كان هناك منهاج مدرسي يحمل اسم (القضية الفلسطينية)، كانت الغاية منه تعريف الطلاب بهذه القضية، وبذلك العدو الصهيوني الذي اغتصب أَرضنا عنوةً، مُدعماً بقوى عالمية لا همَّ لها إِلَّا إيجاد موطن لشًذاذِ آفاقٍ من كل بقاع الأَرض ..!! وفي فترة الخمسينات والستينات ظهرت بعض النزعات الفكرية باتجاه ما يسمى القومية العربية، وذلك بتسليط الضوء على البعد العربي كوسيلة لتحرير الأَرض والإِنسان ..!! وبطبيعة الحال؛ كان اغتصاب أَرضنا المحتلة مادة دسمة لجذب العقول باتجاه هذه النزعات ..!! فتمَّ تمييع القضية في قالب هذه القومية ..!! فتاهت بين ثنايا حدود إقليمية ضيقة في نهاية المطاف ..!! .

اذا ما ترسخ في العقول مصطلح ان القضية (فلسطينية)، واذا ما اقتنعنا بالمنطلق القومي العربي كوسيلة لتحرير أَرضنا المحتلة؛ فإِننا نكون قد ساهمنا (بقصد وبدون قصد) بدفن القضية عند أَول جلسة ..!! وبتسليم الأَرض عياناً بياناً وخِلسة ..!! ففي كلا الاتجاهين؛ كان تقزيم هذه القضية وحصرها في بوتقة صغيرة هما الغاية والمطلب؛ لنزعها من أَي بُعد إِسلامي كوسيلة لاسترجاع ما أُغتصب منها ..!! فلا يحقّ لكل ما هو مسلم خارج حدود ما يسمى الوطن العربي، بالتكلم أَو الدفاع عن هذه الأَرض، بالوقت الذي تضم بين ثناياها أُولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..!! .

حَريٌّ بنا أَن نعي ما نقول ونكتب، وحَريٌّ بنا أَن نؤمن بعقيدة أَن هناك ارضاً مغتصبة لابد لها مِن أَن تتحرر في يوم ما، فالتعامل مع مرارة واقع أَن هناك مغتصب مُدعَّم بأَكبر قوة على وجه الأَرض شيء، والارتماء في أَحضان هذا المغتصب مِن الغمزة الأُولى شيءٌ آخر ..!! فالقَضيَّةُ ليست فلسطينية فحَسب؛ إِنما هي مسأَلة حقّ وكرامة وكبرياء يجب أَن تتجسد بفكر كل مسلم على وجه هذه الأرض .