03-09-2020 10:04 AM
بقلم : د. رياض خليف الشديفات
الكتابة في الشأن العام تحمل معها بعض المتاعب ، وذلك ضريبة الكلمة الهادفة ، وفي مقالتي هذه أوضح بعض المفاهيم رداً على بعض الانتقادات والملاحظات التي تردني ، ومن ذلك أقول :
- حين أكتب عن بعض سلبيات المجتمع فذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منظور فكري إسلامي موظفاً الكلمة بعيداً عن التجريح والتشهير بالناس بطريقة التعيمم " ما بال أقوام " .
- لا يخلو مجتمع إنساني بشري من السلبيات ، فالمجتمعات الإنسانية من البشر وليس من الملائكة ، ولكن نسب السلبيات تتفاوت من مجتمع إلى آخر تبعاً لدرجة الوعي والثقافة والإلتزام الديني والقيمي في المجتمع ، والمطلوب تقليل السلبيات والاكثار من الايجابيات .
- حين أحذر من الفساد لا يعني أن كل أفراد المجتمع من الفاسدين ، فالفساد حالة بشرية رافقت البشرية بنسب متفاوتة ، وللفساد صور كالفساد الأخلاقي والفكري والسلوكي والمالي والسياسي والإداري ، وتتفاوت خطورة الفساد بحسب درجة انتشاره وتأثيره على أفراد المجتمع ، ومع وجود كل حالات الفساد هناك أناس طيبون خيرون دعاة نظافة اجتماعية وفكرية وسلوكية في المجتمعات الإنسانية.
- حين اكتب عن الكذب والنفاق الاجتماعي وبعض الظواهر السلوكية السائدة في المجتمع لا يعني أن كل أفراد المجتمع من أهل النفاق والكذب ؛ بل المجتمع فيه أشخاص كثر صادقون ناصحون خيرون يحبون السلوك القويم ، وينفرون من الكذب والنفاق وغيرها من السلوكيات المرفوضة اجتماعياَ وفكرياً ، وكما يقولون : " إذا خليت بليت " " ومن قال : " هلك الناس فهو أهلكهم " .
- حين أكتب في الشأن العام لا أمارس وصاية على أحد من الناس ، فالناس احرار في خياراتهم وسلوكهم وفكرهم " فلست عليهم بميسطر " ولكن ذلك كله من باب التذكير والنصيحة " فذكر إن نفعت الذكرى " " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " والكاتب كغيره يصيب ويخطىء ، ولا عصمة لاحد بعد الانبياء .
- من الطبيعي أن تتعدد لدى الناس وجهات النظر وقناعاتهم حول الشأن العام إلا ذلك يجب ألا يغيرً الثوابت الفكرية ، فالحلال هو الحلال ، والحرام هو الحرام ، والكذب هو الكذب وإن مارسه الناس ، والنفاق هو النفاق وإن أتصف به بعض الناس ، والفاحشة هي الفاحشة وإن سقط فيها بعض الناس ، والربا هو الربا وإن فشا بين الناس ، والمحتل للأرض هو المحتل وإن طبع معهم المطبعون ، فالثوابت مسلمات يجب أن لا يتم التنازل عنها بحكم الواقع .
- الهدف من الكتابة المحافظة على المرجعيات الفكرية للمجتمع للمحافظة على الهوية الثقافية التي تشكل الركيزة الأساسية في حماية المجتمع في ظل المتغيرات المتسارعة .والله المستعان .
د . رياض الشديفات / 2/9/2020م