بقلم : هاشم الخالدي

خلال أزمة أمس التي عايشتُ تفاصيلها حتى الفجر عقب تقديم الدكتور محمود زريقات مدير مستشفيات البشير استقالته اصبحت الى حد ما ملما بالمشكلة التي تعاني منها معظم المستشفيات الحكومية وهي نقص الكوادر الطبيه والاداريه

مصيبتنا مع نقص الكوادر ربما تكون قديمة منذ سنوات طويلة ، لكن ما جذر عمق هذه المصيبة هو قرار مجلس الوزراء الذي انعقد بتاريخ 21 كانون الثاني من العام 2020 والذي كلف الوزراء المعنيين بإحالة كل موظف أتم 30 عاماً خدمة في القطاع العام على التقاعد اعتباراً من تاريخ العاشر من شباط/فبراير الماضي.

هذا القرار يا سادة هو سبب ما نعاني منه، لأن وزارة الصحة عندما قامت بتنفيذ بنود هذا القرار خسرنا من خلاله افضل الاطباء و افضل الممرضين وهؤلاء كانت لهم خبرات طويلة ومهمة وعملية، فبدلاً من أن نتمسك بهم بعد ان صرفنا عليهم عشرات الدورات الطبية الخارجية والداخلية وبعد ان وصلوا الى قمة عطاءهم لمعالجة الاردنيين قمنا بإحالتهم على التقاعد واستبدلناهم بأطباء شباب وممرضين لا خبرات لهم، وهو ما أدى الى كوارث ستلمسون نتائجها السلبية قريباً كل يوم.

أتمنى من معالي وزير الصحة الدكتور سعد جابر ... وانا أعلم انه يولي هذا الأمر أهمية كبرى في أجندته اقناع رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز باستثناء الكوادر الطبية والاداريين العاملين في الصحة من هذا القرار او على الاقل تمديد خدمتهم من 30 الى 40 عاماً مع الاحتفاظ بتعيين كوادر طبية جديدة من أطباء وممرضين يستطيعون أخذ الخبرة من الاطباء والممرضين القدامى، من اجل ان يقدموا للمواطن الاردني العلاج الصحيح دون ان تتعاظم لدينا الاخطاء الطبية التي بتنا نلمس اثارها ومصائبها .

انتبهوا.. فهذا الامر خطير جداً ويمكنكم الآن التجول في اي مستشفى حكومي لتلاحظوا ان أعمار الاطباء والممرضين لا تتجاوز الثلاثون عاماً ، وقد تلاحظون نُدرة ان تجدوا طبيباً يتجاوز الخمسين ولديه خبرة، وهذا خطير جداً لان الكوادر الطبية قد تم الاجهاز عليها و اعدامها من خلال قرار مجلس الوزراء المشؤوم الذي أشرت إليه..

اللهم اني قد بلغت.... اللهم فاشهد

الكاتب مؤسس موقع سرايا hashem7002@yahoo.com