حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2220

رفقا بالمغتربين

رفقا بالمغتربين

رفقا بالمغتربين

06-09-2020 03:02 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : لينا جرادات
قبل فترة وجيزة هاتفتني احدى الصديقات من مكان بعيد تطلب مني العون لمساعدة ستيني من احد الاخوة الاردنيين ممن جارت عليهم الكورونا والحقت به خسائر بكل ما يملك بعد ان كان من اصحاب المال والاعمال ووصل به الحال لعدم امتلاكه ثمنا لطعامه وأدويته كونه يعاني من أمراض مختلفة .. عندما التقيته لايصال الدواء دارى كلانا نظره عن الاخر لعدم انكشاف انكسار وجه عزيز قوم التقيه للمرة الاولى ...

وبالامس قرأت في احدى مجموعات الاردنيين بالخارج عن شاب اردني يتوسد قطعة كرتون في مدخل احدى البنايات بعد صرف اخر نقوده لتبادر احدى نشميات الوطن باستئجار شقة له إلى أن يجد من ينقذ حاله .. وهنالك حالات متعددة من دول مختلفة لأردنيين من اصحاب شهادات عليا وخبرات مرموقة يناشدون اصحاب الخير عبر صفحات مجموعات للمغتربين بالمساعدة لايجاد اي عمل حتى لو كان بغسل السيارات ليحصلوا على قوت عائلاتهم بعد ان تقطعت بهم السبل لعدة اسباب منها فقدان وظائفهم او لخسائر تكبدوها بسبب جائحة الكورونا ولعدم تمكنهم من العودة الى الوطن بالسرعة المطلوبة ..

ومن قصص المغتربين المفرحة المؤلمة بالوقت ذاته مبادرة احد الاردنيين النشامى باستئجار شقة لمجموعة من شباب الوطن الذين فقدوا اعمالهم واصبح مقرهم الشوارع .. النشمي الأردني انتفض لكرامة ابناء بلده ولم يرض لهم السؤال والتشرد بعد ان كانوا اعزاء قوم في غربتهم ...

هذا هو حال اعداد كبيرة من الاردنيين المغتربين في العديد من الدول الذين ينتظرون فرج وطنهم "امهم الحانية" لمساعدتهم وتسهيل اجراءات عودتهم منذ بدء الجائحة ليكون كل يوم يمر عليهم بغربتهم وبظروفهم الصعبة بعمر دهر ..هؤلاء هم الذين يجدون تعقيدات بالعودة الى وطنهم بسبب الكورونا ويشترط عليهم اقامة فندقية اقلها كارفان مدفوع باسم الحجر وهم غير قادرين على تأمين ثمنا لتذكرة عودتهم مع عائلاتهم خاصة مع بدء موسم المدارس.

المغترب يدفع ثمنًا باهظا لغربته وباتت الدول الشقيقة احن عليه من وطنه في الوقت الذي تتعاطى مع ظروفه وتعفيه من غرامات الاقامات المترتبة على انتهاء اقامته بينما وطنه مغلق الابواب بوجه عودته او يفتحها بتعقيدات إجراءات واسعار الحجر المرتفعة .

الكورونا التي تتباهى حكومتنا الأردنية الموقرة باشتراطات صارمة لمعالجتها ليست هي الازمة الوحيدة في حياة الإنسان متناسية ما تولده تلك الاشتراطات من ازمات إنسانية أشد فتكا منها.

انظروا للازمة من وجهة نظر من يعانون منها عندما يصل الحال برجل اعمال معروف بالسؤال لايجاد الدواء ....وعندما يتحول حلم شاب مغترب من تحقيق طموحاته وتوفير مستقبل آمن له ولابنائه لتجتمع كل احلامه على تأمين لقمة العيش لعائلته .

سحقا للكورونا التي سحقت ذريعة معالجتها كرامة الكثيرين وزادت من غربة المغتربين في العديد من دول العالم.

المغتربون الاردنيون يشكلون ما لا يقل عن 14 بالمئة من اجمالي عدد سكان الأردن وفقا لاحصائيات وهم اصحاب خبرات ومكانة وكفاءات علمية مميزة يشهد لهم الجميع بعطائهم وانجازاتهم ...

ولطالما شكلوا مصدرا مهما لدعم الاقتصاد الأردني باستثماراتهم وتحويلاتهم بالمليارات التي استحوذت على ما يزيد عن 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للأردن كما تشير تقارير دولية.
.

رفقًا بالمغتربين ايها المسؤولون في وطني فهم من كانوا خير سفراء للوطن ومثلوه بكل شرف وكرامة ليعكسوا صورة الأردن المشرقة اينما حطت رحالهم وترحالهم.








طباعة
  • المشاهدات: 2220
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم