حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1507

الرزاز يقرر .. وحكومته هذه المرة تكسب الجولة

الرزاز يقرر .. وحكومته هذه المرة تكسب الجولة

الرزاز يقرر  ..  وحكومته هذه المرة تكسب الجولة

09-09-2020 10:33 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فداء المرايات

قبل يومين صدر قرار من دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بإعادة خدمة العلم من جديد ..

ويعد هذا القرار كموقف مشرف لحكومة الرزاز لن ينساه التاريخ بل وقرارا محكما في رحلة الاصلاح ، ومهما اختلفنا مع الحكومة وعن مدى تراخيها في الكثير من الملفات ، ومهما بلغ الفساد عتيا ، وتضخم الملف الاقتصادي ، وتنامت المديونية دون حل جذري يصحح مسار الحالة الاقتصادية الحرجة التي يمر بها اقتصاد الدولة ، فإن هذه الخطوة وهذا القرار لا يمكننا أن نمر مرور القارئين والعابرين عليه لما يحمل من ابعاد اجتماعية واقتصادية جمة ..

في البداية وكالعادة سنجد ممن سيلقي باللوم على الحكومة وعدم القبول لمثل هذا القرار في محاولات متواترة لخلق نوع من عدم الرضا عن الاداء الحكومي وهذا ليس ما يعنينا بهذا الشأن ، انما البحث في جوهر القرار وانعكاساته هو الافضل ( نظرة تفاؤلية ) ..

تعد الخدمة الالزامية المسماة ( خدمة العلم ) ذات مفهوم متعدد الابعاد على الرغم من ان البعض يظنها روتينا عسكريا للنشء ، فهذه الخدمة تعمل على شحذ همم الشباب ( الذكور بوجه خاص ) وتلهب في اعماقهم نيران الارادة وصلابة الموقف والقدرة على التصرف وحسن الخلق والانضباط على الجانب الشخصي اما على الجانب الجسدي فهي من افضل ما يكون في تفريغ طاقات الشباب وصقلها مخلصة اياها من الفوضى والانفعال وبراثن الفراغ القاتل والتقليد الاعمى وصناعة العبث كما وتشكل هذه الخطوة بمثابة اعادة تنظيم لملامح المجتمع وتغييرا في نوعية العمالة في القطاع الخاص ..

وعلى الرغم من اختلاف الشكل الذي تعود به هذه الخدمة الا انه ستظل سارية المفعول في فوائدها الملقاة بظلالها على المجتمع ، وفي الحديث عن المجتمع لقد وجدنا في السنوات الاخيرة نوعا من التغريب الانساني لمجتمعنا المحافظ عبر زيادة الجريمة وتنازع المسميات واختلاف الادوار وزيادة الطلاق والبطالة وفقدان الكثير من شبابنا - بصدق - لمقومات تحمل المسؤولية وحتى لملامح شخصية الرجل الواثق الصادق في قوله الملتزم في فعله ، ولنكون منصفين أكثر فليس الاسرة وحدها من تتحمل مسؤولية تأهيل الابناء بشكل خاص والجيل بشكل عام نحو الطريق المستقيم والمواطنة الصالحة على كافة الاصعدة بل يلعب كل من المدرسة والمجتمع والحكومة دورا محوريا لا يقل أهمية عن الدور التربوي في الاسرة ، ويتمثل دور الحكومة في استخلاص نزعات الشر عبر توجيه هذا الجيل بصورة تقضي على الجريمة قبل التفكير فيها وتنمية الحس الوطني قبل قيام الايادي السوداء بعمليات الغسل والأدلجة خاصة وقد بلغت تحديات هذا الواقع اشد وطأة من سابقه من الزمن مع حجم الانفتاح الرقمي المحلي والعالمي .

ويتأتى دور الحكومة في اعداد جيل منتم ٍ لوطنه عبر برامج هادفة وميدانية ؛ واسماها خدمة العلم وان اختلف الشكل بتغيير الزمن والعصرنة الجديدة الا ان الدور الرئيسي ما زال موجودا ، وهذا الدور الذي ذكره ايقونة التحليل في النظم السياسية الاستاذ الجامعي والباحث الكبير ديفيد ايستون حيث اوصى بضرورة قدرة الحكومة على القيام بالتخصيص الالزامي للقيم في المجتمع وهذا بالضبط ما نحتاجه ، نحتاج وبصدق لصهر الفوارق بين ابناء هذا المجتمع وملء الفراغ الذي يعيشه هذا الجيل بما يعم بالفائدة عليه وعلى الوطن عبر زرع القيم من جديد بصورة ممنهجة بشكل قويم .


وفي الختام أتمنى لعودة خدمة العلم بحلتها الجديدة تطبيقا جادا ، وسأقولها مرة أخرى هذه نقطة بالغة الاثر في رصيد حكومة الرزاز على الرغم هول القضايا وصعوبتها ، وعلى الرغم من كل الاحكام ، وما اعتدت يوم ان أقول رأيي بشخصية سياسية الا أنني ادرك تمام الادراك بأن دولة الدكتور عمر الرزاز لو كان في دولة غير الاردن ، لحقق تقدما واسع الافق المستل من سعة افقه شخصيا كيف لا وهو ابن المفكر والسياسي الكبير وشقيق الروائي البارع ، وحيث نجد عمق الادب والفكر النير ، نجد الغوص بواقع المجتمعات ، والشعور بمعاناة الشعوب ، لكن هذه المنطقة - الشرق الاوسط - تحظى بقوالب خاصة وتحديات لا يمكن المناص منها الا اذا تم تخليص الدولة من رؤوس الفساد الذين ارهقوا مفاصلها في كل وزارة ودائرة وهيئة ، حينها سيبدع كل محب لوطنه وكل منتمي اليه.



وللحديث بقية


فداء المرايات
كاتبة وباحثة سياسية
ناشطة في مجال حقوق الانسان








طباعة
  • المشاهدات: 1507
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم