09-09-2020 10:36 AM
بقلم : د. محمد يوسف حسن بزبز
تكتسب الأسرة وهي اللبنة الأولى في كيان المجتمع؛ أهميتها كونها أحد الأنظمة الاجتماعية المهمة التي يعتمد عليها المجتمع كثيرًا في رعاية أفراده، منذ قدومهم إلى هذا الوجود وتربيتهم وتلقينهم ثقافة المجتمع وتقاليده وتهيئتهم لتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية على أكمل وجه.
والعلاقة بين الفرد والأسرة والمجتمع علاقة فيها الكثير من الاعتماد المتبادل، ولا يمكن أن يستغني أحدهم عن الآخر؛ فالأسرة ترعى شؤون الأفراد منذ الصغر، والمجتمع يسعى جاهدًا لتهيئة كل الفرص التي تمكِّن هؤلاء الأفراد من أداء أدوارهم الاجتماعية، وتنمية قدراتهم بالشكل الذي يتوافق مع نتاجات المجتمع.
فكل أسرة تتوقع من أبنائها أن يتصرفوا في الحياة بطريقة تتفق مع مقاييس سلوكية خاصة توارثوها وتعلَّموها مع الأيام، وهذه السلوكيات تضاف إلى مفهوم القيم والأخلاقيات السائدة في المجتمع.
فالأب و الأم قدوة لأبنائهما بالدرجة الأولى . وكما هو معلوم فإن الأبناء يتحركون ويتكلمون كما يتحرك آباؤهم ويتكلمون، ولذا يمكن استخدام هذه الظاهرة في وقاية أبنائهم من خطر التدخين و تعاطي الخمور والمخدرات.
إن تحلّي الآباء والأمهات بالخلق الحميد وامتناعهم عن التدخين وتعاطي الخمور و الحشيش والمخدرات، عوامل أساسية في وقاية أبنائهم من الوقوع في شباك هذه المخاطر.
كما أن تعليم الأبناء الاعتماد على أنفسهم، والثقة في قراراتهم المبنية على حسن التقدير، مما يجعلهم يرفضون التدخين وتعاطي المخدرات حتى لو تعاطاها كل أصدقائهم.
ولكي يتخذ الأبناء قرار عدم تجربة التدخين والمخدرات باقتناع؛ فإن الآباء يستطيعون تأكيد ذلك من خلال:
أولًا: تعليم الأبناء الحقائق والمخاطر الناجمة عن استعمال التدخين والخمور والمخدرات.
ثانيًا: تعليمهم المبادئ الأساسية للصحة العامة، وطرق حماية أنفسهم ، وأهمية ذلك للحياة الصحية السليمة.
ثالثًا: حسن تأديبهم ، وإظهار حرمة التدخين و تعاطي المخدرات، وأثرها على النفس والمجتمع، وتذكيرهم بكل ما جاء من آيات عن الخلق السليم والحفاظ على النفس: " وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " . لذلك فإن الامتناع عن التدخين وتعاطي المخدرات يأتي كسلوك ديني عام يهدف إلى منع حدوث الانحرافات السلوكية عامة.
رابعًا: أن يكون هناك حدود لسلوك الأبناء، ويجب عدم السماح بتخطي هذه الحدود؛ فلا يجوز – مثلًا – للأبناء التدخين و تعاطي الحشيش أو الخمور ، مما قد يؤدي بهم إلى الانهيار ، وإلى تعاطي ( الهيروين ).
خامسًا: مساعدة الأبناء على اكتساب المهارات التي ترفع من قدراتهم المعرفية؛ فتساعدهم على الثقة بأنفسهم.
ومن خلال عملي كمدير مدرسة ... أدعو أسرنا الكريمة إلى أهمية أن تعي دورها الكبير والهام جدًا في التصدي لمحاولات نشر التدخين والمخدرات بين الأبناء، وأن تأخذ بزمام المبادرة في التنشئة الاجتماعية السليمة لهم منذ صغرهم، وبذلك يشب هؤلاء الأبناء ويعيشوا في ظلال حياة آمنة تحرسها أنماط وممارسات والدية حانية؛ تهدف إلى تزويد أبنائها بالقيم والمثل العليا. وإن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج .
د. محمد يوسف حسن بزبز
مدير مدرسة مرج الفرس الأساسية للبنين
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي