12-09-2020 09:43 AM
بقلم : أ. عماد المرينه بني يونس
قبل الخوض في الحدث الرئيس محور العنوان والحديث عنه ، يجب علينا مطالعة تاريخنا النيابي ، والوقوف على تفاصيله ، لنعلم
كيف كان مجلس النواب الأردني وكيف أصبح ؟
في إحدى جلسات الثقة لحكومة سمير الرفاعي (الجد) عام 1963 في مجلس النواب السابع حيث كانت الحكومة السادسة له ، وهو بالمناسبة بدأ بالعمل السياسي من عام 1944 إلى حين تلك الجلسة المشؤومة له ، التي فصلته عن العمل السياسي بعدها ، حيث شارك رئيس مجلس النواب حينها صلاح طوقان ، والذي كان يعد من أكبر نواب المعارضة في مجلس النواب السابع في اللعبة السياسية ، لإسقاط حكومة الرفاعي وكسرها من الغليظ ، حيث أعطى الكلمة من البداية للنواب المعارضين ، وحين وصل عدد الكلمات الملتهبة ، والتي بمضمونها توحي بحجب الثقة إلى خمس عشرة كلمة ، بدأ بعض النواب يخرجون من القاعة ، لإعادة كتابة الخطاب من جديد ، ليحوّلوه من ثقة إلى حجب الثقة ، وهكذا تم ولأول مرة في تاريخ الأردن وحتى الآن حجب الثقة عن الحكومة ، ما اضطرها لتقديم استقالتها لحفظ ماء الوجه.
وكما يقال : بأن الجلسة حينها استمرت ثماني ساعات ، وكانت تلك الجلسة قد حطمت الرقم القياسي في الجلسات المنعقدة تحت القبة حتى الآن.
ما حدث وقتها ، لم نشهده بأنفسنا ، ولكننا قرأنا عنه هنا وهناك ، في الصحف والمجلات القديمة.
ولكن ما نشهده اليوم لمجلس نوابنا الموقر هو أمر مثير للدهشة والإستغراب بل الإستضراط.
ما نشهده اليوم من مارثون نيابي لنيل مودة الحكومة على حساب الوطن والمواطن ، لم يكن موجود من ذي قبل ، لا ولا حتى بالأحلام ، فأغلبهم اليوم يوافق الحكومة على قراراتها بغض النظر عن صحتها ودقتها والسبب إما أنه غير مؤهل للعمل السياسي تحت القبة ، أو أنه يسعى بأن تلتفت اليه الحكومة ببضع الأمور الخدماتية التي ستساعده للبقاء على مقعده ما أمكن ، ومنهم من لم يوافق على قراراتها، ومنهم من تغيّب عن الجلسة ، ومنهم من هو نائم وباسط ذراعية .
ولم يكتفَ بذلك فحسب ، بل ويوجهون أنظار الحكومة إلى كيفية التغوّل على جيب المواطن ، وهذا ما شهدناه في موجة كورونا السابقة ، حيث قام عدد من النواب الأفاضل ، بتقديم اقتراح للحكومة ، لإقتطاع الزيادات التي جرت على رواتب الموظفين حتى نهاية هذا العام ، حيث لاقى اقتراحهم كل رحابة صدر من قبل الحكومة ، وتم العمل بمضمونه ، وبمباركة نيابية.
* هلّا أدركتم يا أبناء وطني كيف كنّا وكيف أصبحنا؟
* هلّا أدركتم بأن أصواتكم أمانة وستسألون عنها .
* هلّا أدركتم بأن الإصلاح الحقيقي يبدأ من صوتك الإنتخابي.
* هلّا أدركتم بأن الحكومة لم ولن تتجرأ على اتخاذ أي قرار إلا بموافقة نيابية .
* هلّا أدركتم بأن مجلس النواب قد ينتزع لك حقوقك وقد يدير لك ظهره .
#ختامًا
أقول لكم يا نواب الأمة ما قاله الشاعر
#إلى_الديّان_يوم_الدين_نمضي
#وعند_الله_تجتمع_الخصوم