13-09-2020 12:20 PM
بقلم : علي الشريف
اوصيكم بان تبقى الاردن وطنا وشعبا وقيادة هي المنارة والملاذ الامن وفلسطين الحبيبة والقدس هي البوصلة.
لم تكن هذه الكلمات كلمات نهاية خطاب عرمرمي ولم تكن ابدا كلمات لاستدرار الشعبية انما كانت نهاية رحلة طويلة من تدريس الطب للقيمة والقامة العلمية المرحوم الدكتور سعد حجازي والتي قالها في وداع طلاب الطب في نهاية اخر محاضرة له في مسيرته التعليمة.
ربما تضعنا هذه الكلمات البسيطة امام حالة فريدة لانسان قضى العمر ترحالا بين كتاب وكتاب وطالب وطالب يقدم بحثا ويصادق على بحث يتنقل من مكان الى مكان يقدم الاردن كما يجب ان يقدم حتى اوغل في العمر فما وجد اغلى من الوطن ليوصي به اجيالا لا زالت تتلمذ وتتعلم.
الدكتور سعد حجازي الذي انتقل الى رحمنة الله تعالى امس الاول بعد حياة حافلة بالعطاء ربما لا يعرفه الكثيرون فهو الغائب عن الاعلام الحاضر في وجدان من عرفه وتلمذ على يديه.
رجل احب العلم فاحبه العلم واحب مهنته فأحبته اعطى بلا حدود لاخر العمر وفي اخر سنوات عمره كان يدرس الطب في جامعة العلوم مجانا جاهد في القلم والورقة والفكر وتسلم مناصب علمية رفيعة عربيا وعالميا ومحليا لم تاخذه المناصب ولا الالقاب فالرجل الذي حفر حب الوطن في قلبه لا يسكن قلبه الا الوطن واقتبس من سيرته انه كان.
(رئيس الجمعية العلمية الملكية ، نائب رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الأسبق وأستاذ الشرف فيها.
أول رئيس لقسم التغذية تم إنشاؤه في وزارة الصحة، أمين سر أول مجلس أعلى للغذاء والتغذية في الأردن، أول رئيس لاتحاد التعليم الطبي العالي في منطقة الشرق الأوسط،.
وهو أول عميد مؤسس لكلية الطب في جامعة اليرموك و بعدها في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، مدير مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي، وأول من أجرى دراسات لصالح منظمة الصحة العالمية ووكالة الإنماء الدولية وغيرها الكثير داخل الأردن وخارجه في مواضيع الصحة العامة والتعليم الطبي وأول من أجرى مسوحات تغذية وصحة على الأطفال في الأردن.
حاصل على أرفع الجوائز العلمية و الطبية منها :جائزة الأمير حسن للتميز، جائزة الدولة الأردنية لأفضل بحث في العلوم الطبية وجائزة الرئيس الجزائري لأفضل بحث طبي في العالم العربي.
ظفر بعضوية أعرق الجمعيات العلمية والهيئات الطبية داخل الأردن وخارجه وصاحب عشرات المؤلفات ومئات المقالات والأبحاث الطبية باللغتين العربية والإنجليزية.
ومع كل ذل ذلك لم يتخلى الدكتور سعد رحمه عن اهتماته الاجتماعية والثقافية والرياضية فقد كان رئيسا لنادي الحسين الرياضي في عصره الذهبي وختم عمره بالتدريس المجاني في جامعة العلوم والتكنولوجيا .
هذا الطبيب الانسان كان يدفع اقساط الطلاب الفقراء من جيبه ويساعدهم في احضار الكتب والبحوث حتى قضى الى الله لا يملك من حطام الدنيا الا بيته وسيرته العطرة وبعض من ديون اثقلت كاهله.
هذا هو الدكتور سعد حجازي الذي عمل بهدوء وانتقل الى رحمة الله تعالى بهدوء تاركا خلفه كل هذا الارث العظيم وخاتما رسالته بوصية الانتباه للوطن ليبقى كما يعرفه الجميع واحة امن.
ولم تغب القدس ولا فلسطين عن قلب ابن الاردن فضرب مثالا في التاخي والوطنية في اخر كلماته ... سعد حجازي مع حفظ الالقاب شخصية لا تتكرر ....
واحة علم لا زالت ترخي ظلالها على الجميع موته كان فاجعه الجميع فهو القيمة والقامة الاردنية والعزاء لنا اننا سنبقى نذكر ان الاردن ولادة رجال اشداء كالصخر لا تثنيهم الشدائد ولا الصعاب فقدانهم صعب علينا....رحم الله الدكتور سعد وغفر له .