13-09-2020 11:34 AM
بقلم : عيسى حداد
ونحن نعيش هذه الفترة أزمة ثقة مع إعلامنا الرسمي الأردني الذي يعمل بمنأى تام عن رسالته الحقيقية التي وُجد من أجلها من حيث المصداقية والشفافية وكفاءة الأداء، فإننا نجد أن منصات الإعلام العالمي خلال فترة الجائحة قد مارست دورها الحقيقي في دُولها بشكل أكثر فاعلية، في حين اقتصر دور إعلامنا الرسمي المحلي في ديباجته اليومية المقدمة من خلال وزرائه في المؤتمر الصحفي والمستمر دون إنقطاع على أعداد المصابين والوفيات والمخالطين وحالات العزل والشِفاء (بكسر الشين) والحجر الصحي وأليات إغلاق المناطق وساعات الحظر الرسمية.
إن المراقب العام لأداء الحكومات العالمية لفن إدارة الأزمة يدرك تماماً أن إهتمام العالم ينصب بشكل أساسي على اللقاح وتطويره والمدة المطلوبة للانتهاء من تجربته وكيفية التعايش مع المرض سواء داخل المنازل أو مستشفيات العزل ووسائل نشر الوعي وكيفية تطوير المناعة المجتمعية وبحث ودراسة نتائج مناعة القطيع وكيفية إنقاذ الاقتصاد الوطني والعالمي واقتراح السبل للخروج من الأزمات المالية التي ترتبت على هذه الجائحة. ولكن بات الوضع مختلفاً في الأردن! فلم يعد عدد الإصابات ذي أهمية بالنسبة للشعب وذلك يعود ربما لدخولنا مرحلة التعود لوجود الفايروس أو لقلة ثقتنا بإدارة ملف الأزمة من قبل الحكومة؛ فالوضع الوبائي الذي يعيشه الأردن ضمن هذه المنظومة العالمية يزداد شراسة وسرعة انتشار الفايروس أصبحت كبيرة. والأهم من كل ما سبق ذكره؛ أن الاهتمام منصب تماماً على الإعلان والنشر بما يتعلق بمخاوف الناس من اللقاحات والشركات التي تعمل على إنتاجها وتطويرها، إيجابيات وسلبياتها، ومن يُتابع الصحافة والإعلام يشعر وكأن موضوع اللقاحات لا يدور في الأردن، وأن الأردن غير معني بذلك، مع أنه بالحقيقة الحديث الدائر في أغلب الجلسات مخيف ومربك لجميع طبقات الشعب.
وفيما يتعلق أيضاً بخصوص آلية فحص كورونا؛ هل تعلم صحافتنا ومواقعنا الإعلامية أن العديد من الدول قامت بإلغاء فحص كورونا المؤلم؛ والذي يرى كثيرون أنه مُضر وغير مُجدي وأوجدت أشكال عدّة وطرق أبسط وربما تكون أكثر فعالية للفحص؟ هل تعلم صحافتنا بأن هناك حديث يدور وجدل كبير في العالم حول ما إذا كان المرض موجوداً بالفعل أم لا أو أنه مجرد مؤامرة كونية على الأمم والاقتصاد.
يعتبر المُفكّرون أن هناك حرباً عالمية ثالثة بيولوجية تدور رحاها الآن في العالم وآخرون يرون أنها وسيلة لتمرير شكل جديد من أشكال الحياة وتغيير النمط الاجتماعي، وآخرون يرون أيضاً أنها محاولة لفرض نظام عالمي جديد؛ وهنا تجدر الإشارة إلى أن كل تلك المواضيع ليست من اختصاص الناطق الرسمي باسم الحكومة، بل يجب أن تكون من ضمن أخلاقيات المهنة التي تتطلب من المواطن الوعي والمسؤولية تجاه المهنة والمجتمع والوطن.
وفي ظل الصخب الإعلامي والفوضى الإعلامية التي يُمارسها المواطن الصحفي والشائعات التي أخذت تلعب دوراً كبيراً في إدارة الأزمة، نتمنى على إعلامنا الرسمي المحلي التركيز على جوهر الأزمة والتطرق لكافة الجوانب من أجل السيطرة على الأزمة واحتوائها وتجنب الشائعات التي تقوم بدورها بتعطيل جهود فريق العمل القائم ويشتت انتباههم. كما أتمنى على مراكز الدراسات والأبحاث المحلية الخروج بدراسات مقارنة بين دور الإعلام الرسمي المحلي والإعلام الرسمي العالمي، والإعلام الإلكتروني في أوقات الأزمات بين الأردن والدول الغربية فيما يتعلق بطرق وآليات التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي. نحن لا نُريد إعلام غايب طوشة ... نريد إعلام مبني على أسس وقواعد دولية علمية وقانونية مقبولة على مستوى الوطن والمواطن.