14-09-2020 09:52 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
قائد وحوله طاقم من الشباب المنتشون بالإنتصار ، كنشوة الرئيس وهو يعلن عن إنتصارٍ تِلوَ إنتصار ، يتحقق بلا سلاح وبلا مال ،
شباب يعبرون البحار لتسجيلِ بطولاتٍ كانت بالدم صعبة المنال ،
شباب يعبرون البحار ويعودون بالغنائم دون حروب او جيوش او حتى عصى بطول فرجار،
أيها الامريكي ، يحق لك الافتخار !
شباب بريعان الشباب يحيطون بقائدهم يتلون على مسامعه إنجازات حققوها ليذكرها التاريخ لهم بإفتخار ، "وللعلم ، نحن العرب كان لنا في غابر الزمان قادة عظام ، قد سَطَّروا انتصارات عظيمه ، وكانوا شبابا ً صغار ، هم "فخرُنا"، فَحُقَّ لك أيها الامريكي الافتخار .
لقد ارتقى رئيسكم وقادتكم مرتقاً صعباً جديداً ، وللعلم ، نحن العرب قد ارتقيناه في غابر الزمان ،وكُنا نعرفُ معنى وطعم الارتقاء ،
فَحُقَّ لِمن يرتقي الافتخار .
نعرف ونعلم ان الانتصار تحققه الجيوش برؤية قياداتها ،وان الانتصار يتحقق في ساح الوغى ، وللعلم، نحن العرب قد نُصِرنا بالرعب في غابر الزمان ، وانتم اليومَ يحقُ لكم الافتخار،
ليس مسبوقاً ان يكون النصر كما تفعله قيادتكم اليوم ، فكل ادواتِ حربكم" إتصال " ،
فلم يعد الان يستدعي ارسال جندي او دبابةٍ او بارجةٍ تمخر عباب البحار ، فاتصالٌ باهتٌ كفيلٌ بفوزٍ وانتصار ، الا يحق لك الافتخار ؟
أوروبا اليوم متحدة ومنفرده تعيش مرحلة من الانكفاء على نفسها ، بعد ان القت بكل ما لديها من اوراق كانت تحمل في طياتها شؤوناً تَهُمُ شعوباً غير شعوبها ، القت بها في احضان قادتكم مع كامل التفويض الغير منقوص ، مشفوعا بعدم الاعتراض ، ولم يعد هناك موقف اوروبي معاند ، بل لكل ما تراه قيادتكم مؤيدٌ ومساند ،
واحتراما ً لهذا التفويض التاريخي الغير مسبوق ، فقد مَنَحَت قيادتكم دولاً اوروبية حرية التواصل مع دول الشرق الاوسط وهذا التواصل مشروط وضمن حدود ، وخير شاهد على ما نقول ، هي المقابلة التي ما زالت تُبَثُ عبر الفضائيات للرئيس اللبناني عندما سُئلَ ؛لمَ لم ترافق الرئيس الفرنسي في جولته في شوارع بيروت ؟ اجاب ؛ إنَّ الرئيس الفرنسي لم يسمح لي بذلك !
" وكلاهما يعملُ ضِمنَ حدود "
الا يحق لك الافتخار !!
في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ،
دول عظمى لها تواجد مدروسٌ ومشروط ،
وتواجدها وتحركها هو رهنٌ بما تحدده قيادتكم لها ، فلا تأخُرَ لمن يصدر له الأمرُ بالتقدم ، ولا عُذرَ لمن بلا إذنٍ تأخر ،
الا يحق لك الافتخار !
كلمة واحده تصدر من قادتكم كفيلة لشدة قوتها ان تغير الخرائط وتعيد رسم الحدود، كلمة واحدة من قادتكم تعطي وتمنع ، تُدني وتُبعد ، تُدينُ وتحمي بدون قيود ،
كلام قادتكم يصدر من بعيد ، من وراء المحيط وخلف البحار قرارٌ مهابٌ مطاعٌ بدون حوار ، الا تستحق الافتخار!!
صراعُ أفغانستان المصطنع منذ عقود يأتي رجل واحد من قادتكم ، فيجمع الناس ، ويتلو عليهم ما يريد ، والكل مستمع ، ومنهم مُوَقعٌ على ما يقول ، ومنهم عليه شهود ،
دول كبرى ودول عظمى ودول صغرى والفرقاء عليهم ان يتوافقوا ، ولا احدٌ منهم له خيار ، أيها الامريكي الا يحق لك الافتخار !!
قضية محورية كبرى عمرها سبعون عاما ً ويزيد ، تبنتها دول العالم كلها على اعتبار انها القضية الاولى بالنسبة للعالم العربي من المحيط الى الخليج ، وأنها القضية الدولية المعترف بها كاحتلال لأرض الغير بالقوة ووعد باطل ، وكانت سببا للجوء والتشريد ، وامتلأت ارفف المؤسسات والمجالس والجمعيات الدولية المعترف بها بشكاوى وقرارات ، وأضف ما شئت من مؤسسات وهيئات ، ومعها من اصحاب الضمائر المنصفون المزيد ، على اعتبار انها قضية بها حقوقٌ منزوعةٌ من اهلها ، وانها أنشئت بوعدٍ به ظلمٌ شديد ،
وتعلنها صريحة بالأمس قيادتكم، ان هذه القضية قد طويت ومزقت أوراقها ، واهلها ظالمون ، وان القضية لم تعد قابلة للحوار ،
بالرغم عما قد صدر ، من هيئةٍ ، او مجلسٍ وبالرغم من رقم القرار ، وكل الذي تَدَّعون باطلٌ ، لا شيء غيرَ قولنا نافذٌ ، لا حقَّ إلا الذي خَطته بالقلم العريض يَدانا باقتدار ،
وهكذا ، كما اعتاد قادتكم عليه جهاراً ونهارا يُسمِعوا الدنيا إذا اتخذوا القرار ،
ايها الامريكي المحترم ، "تستحق الافتخار" .
يوسف رجا الرفاعي