بقلم : الدكتور شفيق علقم

احذر اخي المؤمن واختي المؤمنة ! ذنوب الخلوات التى ترتكب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الواتس اب واليوتيوب والفيسبوك وغيرها من الوسائل الاخرى ، هذه ابتلاءات من الله ليمحص بها الخبيث من الطيب !
هل تعلم أن اللهَ ابتلى الصحابةَ " رضوان الله عليهم اجمعين" وهم في حال الإحرام ( فكما نعلم ان المُحرم بالحج أو العمرة يحرُم عليه الصيد) فقد ابتلى الله الصحابة بأن الصيدَ اقترب منهم ؛حتى إن أحدهم يستطيع أن يصيد الطير بيده دون استخدام آلةٍ للصيد ! .
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ' سورة المائدة ، آية : 94 ' .
وفي هذا الزمن يتكرر ابتلاءٌ عظيمٌ جِدًّا ، ولكن بشكل مختلف ! .
بهذه "الميديا" وسائل الاتصال الاجتماعي
-حيث قبل ما ينوف عن خمسة عشر سنة تقريبا - كان الحصولُ على الصُّوَر والمقاطع المحرمه من الفيديوهات صعبا نوعاً مـا ، أمَّا الآن فبلمسةٍ خفيفةٍ على شاشة الجوال أو بضغطة زر على الحاسب الآلي تشاهد هذه المحرمات حتى من دون برامج فك الحجب
- أعاذنا الله وإياكم -
هذه ابتلاءات من الله لنا
﴿ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ .
ففي خلوتكم لا يغرنكم صمتُ أعضائـكم ، فـإن لهـا يـومـاً تتكلـم فـيـه ! :
﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾.
تأملوا جيداً قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم " ..
وفي هذا المعنى يقول أحد السلف:
( خوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب أعظم من الذنب إذا فعلته ) ..
يقول أحد من ابتلي بالنظر للحرام :
سمعتُ خشخشةً في الباب، فبلغ قلبي حنجرتي، وانقطع نفَسي، فأغلقت جهازي، وفتحت الباب؛ فوجدتها هرَّة .. الم يعلم هذا المسكين ...ان الله أقرب إليه من حبل الوريد
ليس بين الرجلِ وبين ما يُوصَلُ إليه من خِزيٍ في هاتفه الذكيِّ إلا جدار "مراقبة الله".
قال العلامة الشنقيطي: أجمع العلماء أن الله لم يُنزِل إلى الأرض أعظم واعظ ولا أكبر زاجر أعظم من ( جدار المراقبة ) مراقبة الله
فمن هدم هذا الجدار ؛ فقد تجرَّأ على الله ! وما أقبح الجرأة على الله !
قال بعض السلف:
لا تكن ولياً لله في الظاهر
عدواً لله في الباطن.
في الوقت الذي نقول فيه:
هذا زمانٌ الوصول فيه إلى الحرام أسهل واقرب من غيره.. يجب أن نقول:
هذا زمانٌ القرب فيه من الله بترك الحرام أعظم من غيره!
التلفاز والجوالات مثل الصناديق إما: نملؤها بالحسنات الجاريات أو بالسيئات الجاريات! فضع فيها ماتشاء ان تجده في صحيفتك يوم القيامة ..
خذوا حذركم من ذنوب الخلوات وخاصة مع الجوالات والكمبيوترات والتلفاز وكل اجهزة الميديا عند غياب الأهل والناس ..
فإنها تطعن في خاصرة الثبات والايمان
وعليك اخي المؤمن واختي المؤمنة بعبادة السر فإنك تقي بها النفس من نوازع الشهوات.
فإذا أردت الثبات حتى الممات
فاحذر مراقبة الخلوات.
قال ابن القيم:
(ذنوب الخلوات سبب للانتكاسات وعبادة الخلوات سبب للثبات)
" كلَّما طيَّب العبد خلواته بينه وبين الله, طيَّب الله خلواته في القبر. "
أما يوم القيامة؛ فعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ﻷعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا.
قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن ﻻ نكون منهم ونحن ﻻ نعلم؛ قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم اًقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
رواه ابن ماجه؛ وصححه الألباني.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك.
اللهم إنا نسألك خشيتك في السر والعلانية.