بقلم : اللواء الركن الدكتور محمد خلف الرقاد
تعلمت من الحياة أن الصديق الصدوق.... والكتاب القيم... والضمير اليقظ الحي... مرتكزات ثلاثة على درجة كبيرة من الأهمية لحياة ملؤها المحبة والسعادة... وتعلمت ان الصداقة قيمة روحية ونفسية لا يحفظها ولا يملكها إلا الأوفياء الحقيقيون... بعيدا عن الهوى والمصالح الشخصية... الصداقة الحقة تمثل رابطا أساسيا وحقيقيا في الحياة الإنسانية... لأنها تنفح في البشر روح المحبة... وتدخل إلى النفس بهجة وسرورا ... والسؤال : هل كل المعارف الكثر أصدقاء؟... انا تربيت وجبلت على افتراض الطيبة وشهامة السجايا في كل الناس...... ولكني أدرك مواصفات الصديق الصدوق... فهو الذي يحثك على ذكر الله... وينهاك عن مجالس الغيبة والنميمة... وعن الخوض في أعراض الناس... ويمنعك من قول الزور... ويقف حائط صد بينك وبين الظلم والافتراء ... الصديق الحق هو الذي يتميز بطيب الشمائل.. لا يحقد... ولا يحسد.. وهو الذي يلازمك إذا مرضت... ويسندك إذا تعرضت لأزمة... ويثني على مواقفك السليمة... ويذكر بمناقب السوء.. ويصحح لك مواطن الخطأ والخلل... الصديق الحق... مخلص ووفي.. صاحب مبدأ.. لا يغش... ولا يدلس... ناصح أمين.. لا يجاملك إذا جانبت الصواب.. ولا يناصرك على ظلم... ولا يموه عليك... ولا يوقعك في شرك ليحقق هدفا... ولا يقولك ما لم تقل... ولا يجعل من صداقتك جسرا كي يصعد على ظهرك... ولا يتركك وحيدا في المعمعة... ولا يستغلك إذا رأى فيك وسيلة لمكسب ... يدافع عنك في غيابك... ويذكر محاسنك في المجالس... ينصك بلا مجاملة... ولا يجرح مشاعرك.. إنما يدفع عنك الخطأ بلطف... ويشير إلى موطن الخلل فيك بلا عنف... وقد عبر الشاعر عن فلسفة خاصة في وصف الصديق بقوله :
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها... صديق صدوق صادق الوعد منصفا... اصدقائي... صباحكم صدق وعفة... ووفاء ومحبة... وسرور وأنس وسعادة
اللواء الركن (م) الدكتور محمد خلف الرقاد