20-09-2020 08:52 AM
بقلم : د. رياض خليف الشديفات
مشهد مرتبك بتداعيات متشابكة فيها السياسي والصحي و الاقتصادي والتعليمي بما لا يسمح بالتعامل معها كقضايا عامة منفصلة عن بعضها ، وفي تحليل هذا المشهد يمكن القول :
- التطبيع: وما أدراك ما التطبيع !! فالتطبيع ليس بجديد في العالم العربي ، والجديد فيه ما كان يتم من تحت الطاولة أصبح على المكشوف فوق الطاولة ، وما كان يتم تحت مسميات عدة أصبح يسمى بأسمه الحقيقي ، فلا غرابة في ذلك ليس من باب التبرير ؛ ولكن من باب تقرير الحقيقة التي كان بعض بني العرب يخفونها !! .
- كورونا : وما أدراك ما كورونا !! المرض حقيقة في كل دول العالم ، و الغريب في الأمر توظيف المرض سياسيا والتهويل والتناقض في التصريحات والإجراءات ، فمن جهة يسمح بفتح المطار والمنافذ الحدودية ، ويسمح بإجراء الانتخابات وفتح الأسواق مما لا يمكن فهمه في كيفية التوفيق بين هذه المتناقضات والتصريحات والتبريرات ، والمطلوب كيف يتعايش المواطن مع هذا الوباء في ظل الإرباك الحكومي غير المقنع للمواطن العادي !!.
- التعليم عن بعد : مهما بررت وزارة التربية وسوقت للتعليم عن بعد ، فالتعليم في مهب الريح ، والإجراءات والاستعدادات غير مقنعة ، والمنصات لا تف بالحد الأدنى من التعليم ، ولم يتم تدريب المعلمين على هذا النوع من التعليم ، والمطلوب من وزارة التربية الإعتراف بعدم قدرتها على إدارة هذا الملف بكفاية عالية ، فالاعتراف قد يمنحها بعض العذر امام المواطنين والرأي العام ، وعلى مسؤوليها التوقف عن التصريحات المبالغ فيها بشأن جدوى التعليم عن بعد "فضريتين في الرأس موجعات" : نتائج الثانوية في ظل كورونا ، والتعليم عن بعد في ظل إجراءات خجولة لم يلمس المواطن البسيط في الأطراف أثرها وجدواها مع السماح بدوام صغار السن ورياض الاطفال وطلاب الثانوية !! .
- الانتخابات : تتم الاستعدادات للانتخابات في ظل الاغلاقات ومنع الاجتماعات وقوانين الدفاع ، واخفاق مجالس النواب المتعاقبة في معالجة أزمات البلد ، وعجز السلطات التنفيذية عن تنفيذ كتب التكليف الملكية وبرامجها ، وزيادة حجم البطالة والفقر والمديونية ، وثقافة المناطقية والعشائرية ، وغياب البرامج الحزبية ، وقناعة الناخب أن المجالس النيابية شكلية ، فمن المستفيد من الانتخابات في مثل هذه الظروف !! .
- إغلاق المساجد : المساجد بيوت الله يلجأ إليها من يطلب الأمن والسكينة !! وفي بيوت الله الفرار إلىه " ففرروا إلى الله " وإغلاقها مع فتح الأسواق والمطارات أمر محير !! ولا شك أن إعادة النظر بفتوى إغلاقها ضرورة إيمانية تحد من المرض بالدعاء والرجاء والتضرع إلى الله "فلا يكون في ملك الله إلا ما شاء " ولا يرفع البلاء إلا الله " والاستناد إلى توصيات لجنة الأوبئة غير كاف في هذا الشأن ، فكيف توصي لجنة الأوبئة بفتح المطار والسياحة والأسواق وبالمقابل توصى باغلاق المساجد !! نحسن الظن بمن أوصى وبمن قرر ؛ لكننا نظن أن في الأمر توظيف غير موفق ، فغالب مساجدنا في الأطراف عدد المصلين فيها لا يتجاوز عدد من يسمح به أمر الدفاع !! وعدد المتسوقين في أي سوق أ كثر بكثير من رواد المساجد !! غفر الله للجميع . والله المستعان .
د . رياض الشديفات / 19/9/2020م