22-09-2020 11:14 AM
سرايا - روى وزير النقل الأسبق مالك حداد تفاصيل اصابته بفيروس كورونا ، وذلك عبر منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتعافى حداد من اصابته بفيروس كورونا ، وانهى فترة الحجر الصحي.
فيما يلي منشور حداد كما ورد عبر صفحته:
كورونا وانا ....
تجربتي واتمنى الفائدة والسلامة للجميع ....
يوم الخميس العاشر من ايلول شعرت ان لدي حرارة مرتفعة وكنت صدفة ماراً من امام احد المستشفيات في الدوار الخامس فقررت ان ادخل واسأل ان كان لديهم فحص خاص للكورونا وهكذا كان وقررت الفحص لي ولمرافقي حيث كانت الساعة الواحدة ظهراً ...
فترة الانتظار لصدور النتيجة قاسية ومريرة لا بل قاتلة ...
وانتظرت حتى الثامنة والنصف مساء عندما بلغتني النتيجة بانها ايجابية ولمرافقي سلبية والحمدلله . لم ادري ماذا افعل ... صدمت واحسست ان الارض انشقت لتبتلعني ...
اشار علي بعض الاصدقاء الذين عرفوا بالخبر فوراً (فالاخبار السيئة مثل الكورونا تنتشر بسرعة ) ان اذهب الى مستشفى خاص وفعلاً ذهبت بعد ترتيب الامر كاملاً وتم استقبالي لتلك الليلة.
وفوجئت في صباح اليوم التالي ان جائني احد الاشخاص في المستشفى وابلغني ان انتقل الى مستشفى الامير حمزة ولغاية الان لا اعرف السبب حقيقة وربما كنت محظوظًا لهذا النقل .
يوم الجمعة صباحاً تم ارسالي بواسطة سيارة اسعاف الى مستشفى الامير حمزة وتم تسليمي الغرفة واتى الممرض واعطاني بعض الارشادات واهمها اننا في المستشفى نراعي اعطاء المقويات لرفع المناعة وعمل فحوصات دورية للمصاب وشكرتهم ...
بعد ان خلوت الى نفسي بدأت اللحظة المليودرامية تشتد على نفسي ، والقت بظلالها الرمادية عليها. وازداد تنازعي بين الماضي والحاضر بين كل مظاهر الحياة وزخم الدنيا وكنت في ذلك كمن يقارن في نفسة ما بين مأتم وعرس ..
لم يكن امامي الا ان اكفر بالمكان الذي تصورته باهتاً ناشفاً ثقيلاً فكل ما دار في مخيلتي لذلك اليوم انني من هذا المكان الى مكان اخر اسود قاتم ...
لقد دعوت الله متضرعاً في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة ان ينعم علي بالصبر .. دعوت ربي ان تستقر نفسي ..
غفوت قليلاً من التعب والارهاق والتفكير لمدة ساعتين واستيقظت على صوت الممرض يريد ان يأخذ مني فحوصات للدم وبدأت اسأل هذا الممرض الطيب وهو يجاوبني ويسالني بكل اريحية وقال لي كلمة كانت بالنسبة لي هي مفتاح الفرج :
انت واضح انه شغلتك بسيطة وسهلة!!! ليش يا اخي وكيف ؟
افاد ان لا عوارض واضحة عليك وغداً بالصورة الطبقية ساثبت لك ذلك .
كلامه كان بمثابة عودة الروح الى نفسي. اشكرك يا رب انك عاجلتني بالاجابة الفورية من خلال هذا الشخص . بعد هذا الشعور بالراحة اصبحت امشي في الغرفة واخذ ( شهيقاً وزفيراً) لمدة اكثر من ربع ساعة. كم الاتصالات التي وردتني انستني ما انا به من احباط كنت اعيشه وخصوصاً من اصدقاء قريبيين جداً وخصوصاً الرسميين من اصحاب الدولة والوزراء السابقين والحاليين ومن اقاربي الذين ساندوني بكل قوة ومن جميع المناطق ومواطنين من كل ارجاء اردننا الحبيب - لن استطيع ذكر اسماء حتى لا اغفل احدهم - ومجلس ادارة شركتي - جت - وموظفيها كافة وكثير من الناس الذين لا اعرفهم صدقاً. كما اشعر بالامتنان الشديد لاصدقائي الصحفيين الذين ساندوني وبقوا على اتصال دائم ومستمر في هذه الفترة -
شعرت انني محاط بهالة من الحب انعشتني وردت اليّ الروح ...
بالعودة الى هذا الوباء وكيف اصبحت مصاباً :
في ظل هذا الانتشار الكثيف والموجات المتلاحقة يجب التوقع بان تصاب لكن الاهم هو كيف لنا ان نتلاشى الاصابة ....
من خلال تجربتي المتواضعة اورد التالي علني افيد بها من يقرأ كلماتي هذه :
١- الحفاظ على لبس الكمامة اولوية قصوى فهي تمنع انتشار المرض بنسبة ٨٠٪ كما علمت .
٢- الحفاظ على التباعد الجسدي في الاماكن العامة مهم جداً.
٣- عدم تواجد اكثر من عشرون شخصاً في اية مناسبة او احتفال مهما كانت قيمة هذه المناسبة مهمة وضمن شروط التباعد. ٤- عدم السلام والتقبيل والعناق وغيرها من العادات التي اصبحت قاتلة وناقلة للعدوى.
٥- القيام بوضع ارشادات تحذيرية وان تكون كلمات موجعة لمن يستهتر بصحة ابناءه او والديه وذلك في كل المواقع بحيث تغطي كافة الاماكن المزدحمة كمراكز التسوق والمقاهي وغيرها والتي يرتادها المواطن. ٦- فتح المستشفيات الخاصة لمعالجة كورونا ومن كان مقتدر فليعالج نفسه بنفسة.
٧-ان يكون رسوم فحص الكورونا في القطاع الخاص لا يزيد عن عشرة دنانير كثير من الناس لا قدرة له لفحص نفسه وعائلته للاطمئنان . ٨- ان يتم التعميم على المواطنين ان تقوية جهاز المناعة هو الاساس في الوقاية والحماية نوعاً ما وذلك بأخذ فيتامين C والزنك وفيتامين D وفيتامين B - complex بهذا ممكن لنا ان نفيد المواطن ونجنبه عذابات الوقوع في براثن هذا الوباء الشرير
بالعودة الى فترة الاقامة في المستشفى والتي امتدت احد عشر يوماً والذي بها تعرفت على انجاز بهي وصرح كبير به كافة الخدمات اللازمة حالياً وهنا اود ان اشكر مدير المستشفى السابق الدكتور عبد الرزاق الخشمان واللاحق الدكتور ماجد نصير والدكتور جمال الشلول والدكتور رامي النسور والدكتور عمر هلسة ومن خارج المستشفى الدكتورة ميسم عكروش والدكتور جمال تركي وابن العم الدكتور ايهم حداد وجميع الكادر التمريضي والخدمي وخصوصا الشاب المصري الرائع المفعم بالتفاؤل ( ابا طارق ) فقد كان خير من يبعث التفاؤل .
مجرد الاهتمام بعمل فحوصات مخبرية كل يومين وصور طبقية ثلاث مرات وزيارات يومية لقياس الضغط والسكري والاوكسجين والحرارة لاكثر من خمس مرات هذا يشعرك بالامان شكراً لهم جميعاً ومن القلب وارجو ان لا اكون قد غفلت عن احد الاشخاص الذين ساهموا في توفير الراحة والخدمة الجيدة في هذا المركز والذي نفخر به وبوجوده وبالقائمين عليه جميعاً والشكر الجزيل لمعالي وزير الصحة اعانه الله على تحمل هذه المرحلة وكما قال سيدنا اطال الله بعمره شدة وبتزول حتماً ستزول يا سيدي بوعي المواطن وحرصه على اطفاله واهله وعمله انشالله . ابعد الله عن وطنا والعالم هذا الوباء انه سميع مجيب