حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 941

شعب الله المحتار

شعب الله المحتار

شعب الله المحتار

24-09-2020 08:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي الشريف
لا شك ان اوضاع الناس في الاردن باتت غير مفهومه على الاطلاق بل انك تصاب بحيرة كبيرة حين تحاول ان تفسر بعض الامور او المطالبات التي نراها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما ينبئ اننا قد اصبحنا لا ندري ماذا نريد.
الحياه صفيت...فيش شغل...قطع ارزاق ...ضياع حقوق. دفع فواتير الهواء في عدادات المياه... دفع فواتير النت البطيء جدا...دفع فواتير الكهرباء المرتفعة ومش عارفين ليش.....مع عدم القدرة على توفير ابسط مستلزمات الحياة داخل البيوت....
ديون تتراكم على الرقاب دون أدنى قدره على السداد الحياة تكاد تقترب إلى جمود الانسانيه.... جمود العواطف.. عدم اللامبالاة... وقرب انهيار كل القيم...
من المستغرب أن يتمنى الإنسان الموت لعله فقط ينتهي من متطلبات العيش الكريم الذي لا يستطيع أن يوفره....في بلادي.... كل شيء مختلف... كل شيء غريب...
ورغم كل ذلك تبدا المتناقضات الغريبة العجيبة خصوصا في ظل ازمة تفشي وباء كوفيد 19 وبعض الاغلاقات التي نراها وكأننا شعب حقق كل شيء وبات فقط يبحث عن رفاهيته .
اغلقت المساجد فراينا ان اغلب الذين يطالبون بفتحها متقطعون عن صلاة الجماعة وهناك من لا يصلي من الاساس ولا يدخل المساجد....
اغلقت المطاعم فضاجت الدنيا حتى ان الذي يطالب بفتحها الان كان اكثر الناس شكوى من ارتفاع الاسعار فيها و حين اغلق الطيران وجدنا ان اكثر من يطالب بفتح الطيران هم الذين لا يسافرون في الاصل .
مارسنا التعليم عن بعد فقلنا انه بعد عن التعليم.ـ عدنا للمدارس فاصبحنا نطالب بالتعليم عن بعد ..اغلقت البلد فقلنا ان الحكومة تريد ان تقتلنا من الجوع وحين تم فتح البلد عدنا وقلنا ان الحكومة تريد ان تقتلنا بالوباء ..
طالبنا بالانتخابات وحين تم تحديد موعدها صرنا نطالب بالتأجيل.. نكلنا بمجلس النواب السابق وصرنا نرى من يتهافت بالدعم على المترشحين منهم .
من لا يترشح للانتخابات يتهم بانه لا يريد منفعة الوطن ومن يترشح يصبح مخالفا للمبادئ والضمير والمصيبة اننا اكثر شعوب الارض تذمرا من ارتفاع تكاليف الزواج وحين تم اتخاذ قرارات توفر نصف مبالغ الزواج اعترضنا ...ونحن اكثر الناس تنديدا ببيوت العزاء المكلفة وحين تم ايقافها نددنا ..
اغلبنا يكتب ان تقبل العزاء يكون عبر وسائل التواصل او الاتصال وفي نفس الوقت الذي يكتب هو اول من يعتب اذا لم تذهب وتعزيه في البيت.
الذي امره ميسر وحاله ماشي ولم يتأثر يقول البلد بخير وماشية والذي تضرر وضاقت به الحياة يقول البلد خربانة وانتهت ..نحن اكثر شعب يعاني من ارتفاع اسعار الوقود وفي نفس الوقت اكثر شعب يقود السيارات وشوارعنا من اكثر الشوارع ازدحاما.
اعتبرنا ان وباء الكورونا تمثيلية على مستقبلنا ومؤامرة على مقدراتنا وحين يقترب منا او يصاب احد قريب نصاب بالهلع حتى نصل الى حد مقاطعة مخالط المخالط التاسع عشر بعد المئة.
نحن اكثر شعب يطالب بأفاله المسؤول ومحاسبته ان اخطأ وحين تتم الإقالة والمحاسبة نتغير فجأة ونتعاطف ويصبح المسؤول المقال ضحية للتخبط او كبش فداء.
اما الاهم فما تقوم به الحكومة فهي تغلق البلد حين تكون الاصابات لا تذكر وتفتح البلد حين تكون الاصابات بالمئات ..تغلق المساجد والاسواق الشعبية وتفتح المولات .
تمنع التجمع لأكثر من عشرين شخص وتحت طائلة المسائلة القانونية وتسمح بالتجمع للمئات تحت مشروعية الانتخابات العشائرية وتلغي انتخابات النقابات وتسمح بانتخابات مجالس النواب .
تغلق المدارس وتفتح الملاعب والمسابح تعزل منطقة بها عشر اصابات وتفتح منطقة اصبحت بؤرة للوباء وبها مئات والغير مفهوم ان نسمع ان المقياس الذي تتخذه الحكومة في قراراتها هو ما يكتب وما ينشر عبر وسائل التواصل رغم ان معظمه نسخ ولصق وهذه الكارثة بعينها.
الحقيقة اننا مع الحكومة نسمى شعب والحقيقة الاكثر لا الحكومة عارفه شو بدنا ولا احنا فاهمين شو بدها الحكومة والحيرة تضربنا من كل الجوانب حتى اصبحنا شعب الله المحتار .








طباعة
  • المشاهدات: 941
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم