24-09-2020 12:43 PM
بقلم : م. محمد الضمور
الدكتور الأكاديمي هاني الضمور شخصية مثالية لا تسعها جغرافية المكان والزمان , وتقف اللغة عاجزة عن التعبير عنها وعما أصابها من خيبة معقود بناصيتها الجهل والمحسوبية والواسطة وهي الشخصية التي برهنت للممحاة أن العقل نور لا يمحى .
تعشقه المناصب باسم الأصالة والاستحقاق ويندفع نحوه لهب الحساد والكائدين فيعكف على قراءة مشهد ضياع الحقوق في بلد يشهد النكسات والنكبات.
عرفناه من مرايا قريته كيف أضاء, ومن المعاهد والجامعات كيف تخرج فيها مبدعا لم تغيره السنين ، وكذلك صاحب خلق, سمحا على الوجوه حين تهرم وتشيخ . , قامة علمية ومناصب علمية لايرضيها استنزاف الحقوق ولا يرضيها كثرة العهود والوعود, بل يرضيها أن يعدل ميل الأبجدية الضّالة التي لم يعد يقرؤها أحد في وطن فيه يطغى صوت الواسطة على صوت الحق فأين الحقوق؟ في شخصه الكريم وتاريخه الأكاديمي الطويل وفي سيرته الذاتية الفذة لا أُجيد صياغة المقدمات , وتعجز أن ترسمه اللّوحات أيضا لكن الجميع ومن حوله يجزمون أن صاحب القرار لا يحسب لهذه الشخصية والموهبة العلمية الفريدة أي حساب, ولماذ يرى الشارع الأكاديمي كله أن الدكتور ذا السمعة الطيبة قد تقلد مناصب كثيرة أمينا عاما ورئيسا لجامعات عدة وصاحب فكر نير و صاحب البحوث المستفيضة في ميدانه قد بات في مرمى النكران والنسيان.
أهكذا تكون استراحة المحارب ؟ لكن الدكتور العظيم يعي أن من يسلك طريقاً لاينتمي إليه سيحطمهُ حتماً وأعني بذلك أولئك الذين رضعوا من حليب الفشل وغاصوا في الكيد لهذا الدكتور المبجل الذي ينصحهم بأن يعودوا إلى ذاتهم قبل فوات الأوان, لكن هيهات لمن لا يتقبل النصيحة في زمن العشوائية الأخلاقية والأكاديمية . قد تكون بعض كلماتي مقصرة في حق الدكتور لكنها حتما ستكون جليدا أقسى من جليد السماء ،لا يذيبه إلا الاعتراف بفضله وأنه الأجدر باستعادة قلاع العلم والعلماء والذود عن حياض المسؤولية العلمية والأكاديمية التي يتسلق جدارها رجال لم يكن لهم في سلاح العلم لا غمد ولا سيف....