24-09-2020 12:45 PM
بقلم : هاله ابو رصاع الحويطات
الصحافة والإعلام تخصص يوصف اليوم بالتخصص الراكد،يُنصح كل من يُقدم على دراسته بعدم الاقتراب أو حتى التفكير،هي أحلام يحلمها الطالب بعد الثانوية العامة ساعياً وراء تحقيقها،ليُصدم بنصيحة عدم الإقدام على ذلك.
يُحكم على التخصص بالإعدام،وعلى الحلم والطموح بالوأد،والسبب في هذا الوضع المائل هو الواقع المؤلم الذي نراه في معظم مؤسساتنا ودوائرنا الرسمية وغير الرسمية.
لم نر إعلامياً واحداً عمل مكان طبيب،ولا مهندس أو محاسب أو معلم أو مبرمج،بينما اليوم نراهم جميعاً إعلاميون،وكأنها مهنة مستباحة لكل المهن.
تاهت اقلام الإعلاميين وسط خربشات هؤلاء،وشغل مكان الإعلامي الأصيل،الذي دخل الجامعة وأمضى سنوات بين الكتابة والتحرير وفنون الصحافة المختلفة وبحورها العميقة،هاوٍ لا يعلم معنى المرئي والمسموع،لا يميز بين ريبورتاج أو مقال او خبر أو تحقيق،لا يفرق بين مؤتمر وندوة،لا يفرق بين علاقات عامة أو تحرير أو حتى راديو وتلفزيون،ولكنهم مميزون بمن ساعدهم بأخذ حقوق من درس الصحافة والإعلام وانتظر لسنوات أربع ليفرح بالتخرج ويُفرح والديه بنجاحه،ولينطلق في حقول وبساتين الاخبار كنحلة تتنقل من زهرة لأخرى لتضع لقاحها في زهرتها المفضلة وتجني بعدها أجمل رحيق وتُسحر من مرّ عبر حقولها.
تاهت خطواتنا نحن الإعلاميون وتبعثرت مفاهيمنا وتشوشت أفكارنا،نحاول جاهدين الوصول إلى مكاننا الصحيح وإلى أن تصل محاولاتنا إلى التحقيق نُصدم بامتلاء الشاغر بشخص متميز عنا بحرف شارفت الحروف الابجدية التنصل منه،حرف الواااااو.
لماذا يتم إقصاء الإعلامي عن مكانه الطبيعي في مكان عمله،ولماذا يطبق عليه قانون التخصص لا يسمح لشغل وظيفة ما،بينما يتم السماح لغيره بشغل مكان هو له كإعلامي؟
أيها المسؤول أعتقدك تعي تماماً أن إلمامي في الطب لا يعني أن أعالج الناس،واستخدامي للكمبيوتر لا يعني استلامي لرئيس قسم تكنولوجيا معلومات،وتمكني من اللغة العربية وفنونها لا يعني أن أعلِّم اللغة العربية....إلخ
بعض الوزارات نجد فيها تخبط واضح في من يمارسون الإعلام،نجد الإعلامي في واد غير واديه،وبالمقابل واديه مملوء بالمتطفلين عليه لا يجيدون إلا فنون أخذ الحقوق والتسلق نحو القمة من خلال حرف الواو لا أكثر.
وهنا دعوة لكل مسؤول في مكانه أن يوعز بتطبيق القوانين وشروط وأسس إشغال الوظيفة على الجميع دون استثناء وليلتفت قليلاً لحقوق موظفيه،ليحق الحق ويسود الرضى بين الموظفين لينعكس ذلك إيجاباً على الأداء،وبخلاف ذلك افتحوا الأبواب أمامنا كإعلاميين لشغل شواغر عدة خارج تخصصنا أسوة بمن تطفل علينا وعلى شواغرنا.
وللحديث أمثلة وإثباتات واقعية وبقية.