24-09-2020 12:54 PM
بقلم : فداء المرايات
بات واضحا وجليا ان وتيرة الاحداث متسارعة جدا في بلدنا بوجه خاص ؛ وفي العالم العربي والغربي بشكل عام ..
وفي سياق التسارع وتحت مظلة التحديات المحيطة بنا ستجد أن الدولة الأردنية مقبلة على الانتخابات البرلمانية لتمثيل الشعب بمجلس نواب جديد ؛ ويعرف - بموجب الدستور - هذا التمثيل بالسلطة التشريعية حيث يلعب المجلس ( اعتباريا ) دورا محوريا في تشريع القوانين وتعديلها واستخدام الادوات الرقابية على السلطة التنفيذية ( الحكومة ) ، وعانت البلاد والشعب من خيبات امل واخفاقات ذريعة للمجالس السابقة ، المبنية على الولاءات العائلية والعشائرية وغياب او نقصان الوجوه السياسية المختصة في الشأن السياسي والاقتصادي المحلي بوجه عام ، حيث كانت الجلسات المعقودة كفيلة بكشف واقع النائب وحقيقة ضعف دوره ما بين المكمم ( لغايات التنفيع وخطب ود الحكومة ) والصامت ( جهلا ) ، الحاضر نتيجة الدعم والمؤازرة على غير دراية واختصاص بقضايا البلاد والشعب تحديدا .
اليوم تحديات المرحلة كما أكتبها في كل مرة تزداد ، وهذه ليست بارقة امل ولا بمؤشر ايجابي ، فاحتقان التحديات المتسارع طرديا مع السنوات ، لا يعطي - بلغة الواقع - انفراجات على المدى القريب ، لكن المضحك المبكي أن مجلسنا التشريعي وحساسية المرحلة لا يحتملان تكرار الوجوه وخاصة ( المتنفعة او الجاهلة ) .
اليوم على المحور الداخلي نواجه تحديات لا نعلم مدى جهوزية الحكومة في التعاطي معها خاصة مع تداعيات الازمة الوبائية العالمية ، وبالتالي فإننا نحتاج الى جهة مشرعنة تصنع الضغط على الحكومة لتعدل الكثير من سلوكياتها في التعاطي مع الملفات ( الفساد / الضريبة / المديونية / البطالة وغيرها .. )
وهذه الجهة في شكلها النظري هي مجلس النواب لكن على الجانب العملي يظل الحل بيد الناخب / الناخبة ، فعلينا اليوم أن ندرك من نختار وإن شحت الخبرات واضمحلت الاسماء الوطنية بحق فسنختار أقلهم انانية اكثرهم انتماء في مقارنة متآلفة مع المتاح من كل دائرة
كما ويجب أن أنوه لأمر هام ودقيق - مع كل الأسف - الكثير من المرشحين للمجلس الجديد ، يستغلون لضيق الوقت ، وغياب المقرات وصناعة التجمعات ، مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ليس بالأمر السلبي ، لكن المؤسف تعاطيهم مع اقلام مأجورة تكتب لهم ما يحرك وجدان الشارع على نطاق الدائرة الانتخابية ، وما يثير مشاعر اللوعة على واقع الحال من فقر وبطالة واغتراب للمواطن في بلده جراء الفساد والافساد ، لذا علينا ان نكون حريصين في التعامل مع هؤلاء ، وألا نصدق الخطابات الطويلة ، والكلمات الفضفاضة ، والاستعراض الوطني على حساب مآسي الناس .
وللمعروف أن الصوت أمانة في عنق كل مواطن ، لكن البعض يختار على أسس تخلو من الدراية أو ينجر مغررا به اما للكلام المؤجج والتحشيد المؤقت ( لغايات الحملة ) ، او لمحبة وانتماء عشائري وهذه جميعها اخطاء علينا ان نصحو من تكرارها ..
وفي الختام اكسروا كل تلك الاقلام الكاذبة ، والاسماء المزيفة ، والخطابات الفارغة ، والحروف المعلبة ، واختاروا من ترضونه لتمثيلكم عن معرفة بقدراته لا عن مودة له ، عن اصرار في شخصه ليسلك مسلك الدفاع عن حقوق الشعب ، لا عن اصرار في الوصول لترف المنصب وامتياز ( النمرة ) ..
وحفظ الله بلدي الحبيب من كل مكروه
وخلصنا بإذنه من كل مدلس ومنافق ومتنفع وكاتب مأجور
وللحديث بقية
فداء المرايات
كاتبة وباحثة سياسية
ناشطة في مجال حقوق الانسان