29-09-2020 10:37 AM
بقلم : هاله ابو رصاع الحويطات
نراهم يُقسمون واضعين أيديهم على الكتب السماوية الشريفة عند توليهم المناصب،وتسرق البعض منهم دنياهم مًخلِّفين وراءَهم صورٌ لا أكثر،صورٌ عندما نسترجعها ندعو على بعضهم دعوة الذي لا حول له ولا قوة إلا الدعاء.
تاهت خطواتنا،وسُلبت حقوقنا،وانقلبت الموازين فوق رؤوسنا،وانكسرت القوالب لأجل عيون من لا يستحق المكان لعدم انطباق الشروط والأسس،لتًطلّ علينا قوالبً بِحُلَّةٍ جديدة مزركشة تتلألأُ مضيئة من جميع جوانبها بحرف الواو...(الواسطة) ،وبِجَرَّةِ قلمٍ أصبح المكان ملائمٌ والشروط منطبقةٌ.
سنواتٌ ينتظر البعض منا وبات بحاجةٍ لِنَبِيٍّ يأتي بمعجزة ليصلَ إلى مكانه ويعمل في مجاله، وبِلمحة البصر يأتي وزيرٌ أو رئيسُ وزراءَ أو ذو سلطةٍ ومُتنفذ،ليقلب الطاولةَ على رؤوس أصحاب الحق،فتضيع الحقوق،وتعود الملفات إلى الرفوف في الغرف المُغلقة للحفظ يعلوها التراب.....لكننا سنكتب على ملفاتنا بهذا التراب اللّهم إنك تقدر ولا نقدر فأَرِنا قُدرتك عليهم.
كيف ندعو الله أن ينصفنا ونحن نظلم بعضنا البعض؟كيف لا نخجل منه ونرفع أيدينا بالدعاء والابتهال ونحن نسرق حقوق الغير ونضعها بين أيدي من لا يستحق؟كيف نرجوه العفو والعافية ونحن بعافيتنا نظلم ونتجبر ولا نرأف ولا حتى نعدل؟كيف نتوسل إليه ولانخجل من أفعالنا تحت سمائه!!!!!!....كيف نقف بين يديه خمس مرات في اليوم ولا نمتثل لأوامره؟!!
هناك،في وزارة ما،وفي قاعة اجتماعاتٍ مغلقة،تدورحوارات لتنفيذ أوامرَ لتنصيب فلان وفلانة،وتفصيل الشروط والأسس على مقاسهم وعلى قدر خيبتهم كي تنطبق على تخصصاتهم ومؤهلاتهم ولن أقول رتبهم لأنهم بلا رتب....،هناك لا نراهم والله يراهم،لكنهم في طغيانهم يعمهون،فقد طبع الله على قلوبهم وختم عليها -والعياذ بالله-وأعمى أبصارهم عن الهدى وأغشاها فَهُم لا يرَوْن رشدا ولا يهتدون السبيل.
نحن أردن الحريات وبلد يسوده القانون،وبالقانون سنأخذ الحقوق،وسنرفع راية الحق عالياً ، فنحن أبناء شعبٍ يرفض الظلم ويحارب الفساد،وهذا ما علّمَنا إياه مليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين،بل طلب منا كشف التجاوزات وعدم السكوت عنها كائنٌ مَن كان مَن نفذها،فهو في النهاية مثلنا تحت القانون،واليوم نطالب بالإلتفات لما يدور في مؤسساتنا من ظلم وتعدٍّ على حقوق الموظفين،لن تصل المسألة للسكوت عن التلاعب بِوصْفٍ وظيفيٍّ وتغييرٍ وتعديلٍ على الأسس والشروط لفشل هؤلاء في تحقيقِها واجتياز امتحاناتها كما اجتزناها نحن وحصلنا على رُتبِها ،وكل ذلك لِتهنأَ عينُ متنفذٍ ومسؤولٍ وتدمع عين موظف طال انتظاره،وعندما أتت فرصته ووصلت اللُّقمةُ إلى فمه انقضَّ عليها النسر وحلّق بها بعيداً.
وللحديث تفاصيل وبقية....